ضرر عنه، تكون على نيّة الحالف، وأما ما عدا ذلك من الأيمان فعلى نيّة المستحلِف، كما هو ظاهر إطلاق حديث الباب، وبهذا يُجمع بين الحديثين، فتأمله بالإمعان، والله تعالى أعلم.

وقوله: (وَقَالَ عَمْرٌو: يُصَدِّقُكَ بِهِ صَاحِبُكَ) بيّن به اختلاف الواقع بين شيخيه: يحيى بن يحيى، وبين عمرو الناقد، فالأول قال: "على ما يُصدّقك عليه صاحبك" بـ "على"، والثاني قال: "على ما يُصدِّقك به صاحبك"، بالباء الموحّدة، ولا اختلاف في الحقيقة، فإن "على" تأتي بمعنى الباء، كما في قوله تعالى: {حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ} [الأعراف: 105] وقد قرأ أُبيّ بالباء، ويقال: اركب على اسم الله، قاله ابن هشام الأنصاريّ رحمه الله في "مغنيه" (?).

والباء أيضًا تأتي بمعنى "على"، كما قوله تعالى: {وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ (30)} [المطففين: 30]، بدليل قوله تعالى: {وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ} الآية [الصافات: 137]، قاله ابن هشام أيضًا (?)، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- هذا من أفراد المصنّف رحمه الله.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [4/ 4275 و 4276] (1653)، و (أبو داود) في "الأيمان والنذور" (3255)، و (الترمذيّ) في "الأحكام" (1354)، و (ابن ماجه) في "الكفارات" (2121)، و (ابن أبي شيبة) في "مصنّفه" (3/ 112)، و (أحمد) في "مسنده" (2/ 228)، و (الدارميّ) في "سننه" (2349)، و (أبو عوانة) في "مسنده" (4/ 48 - 49)، و (ابن الأعرابيّ) في "معجمه" (4/ 19)، و (الدارقطنيّ) في "سننه" (4/ 157)، و (الحاكم) في "مستدركه" (4/ 336)، و (البيهقيّ) في "الكبرى" (10/ 65) و"المعرفة" (7/ 327) و"الصغرى" (8/ 505)، والله تعالى أعلم بالصواب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015