والحديث متّفقٌ عليه، وقد مضى شرحه، وبيان المسائل المتعلّقة به في شرح حديث أول الباب، ولله الحمد والمنّة، وله الفضل والنعمة.
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف رحمه الله أوّل الكتاب قال:
[4262] ( ... ) - (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى التَّيْمِيّ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ، عَنْ أَبِيهِ، حَدَّثَنَا أَبُو السَّلِيلِ، عَنْ زَهْدَمٍ، يُحَدِّثُهُ عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: كُنَّا مُشَاةً، فَأَتَيْنَا نَبِيَّ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- نَسْتَحْمِلُه، بِنَحْوِ حَدِيثِ جَرِيرٍ).
رجال هذا الإسناد: ستة:
1 - (مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى التَّيْمِيُّ) أبو عبد الله البصريّ، ثقةٌ [10] (ت 245) (م قد ت س ق) تقدم في "الإيمان" 92/ 503.
وقوله: (التَّيْمِيّ) هكذا معظم النسخ، ووقع في النسخة الهنديّة: "التميمي"، بميمين، ولم أر في "التهذيبين" لا هذا، ولا هذا، وإنما ذكر فيهما: "القيسيّ"، فقط، فليُنظر، والله تعالى أعلم.
2 - (الْمُعْتَمِرُ) بن سليمان التيميّ، أبو محمد البصريّ، يُلقّب بالطُّفيل، ثقةٌ، من كبار [9] (ت 187) وقد جاوز الثمانين (ع) تقدم في "الإيمان" 1/ 105.
والباقون ذُكروا قبله، و"أبو السَّليل" -بفتح السين المهملة، وكسر اللام- هو ضُريب بن نُقير المذكور في السند الماضي.
[تنبيه]: رواية المعتمر بن سليمان، عن أبيه هذه ساقها ابن حبّان في "صحيحه"، فقال:
(4354) - أخبرنا عمر بن محمد الهمدانيّ، قال: حدّثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا معتمر بن سليمان، عن أبيه، قال: حدّثنا أبو السَّلِيل، عن زهدم، عن أبي موسى الأشعريّ، قال: كنا مُشَاةً، فأتينا نبي الله -صلى الله عليه وسلم- نستحمله، فقال: "والله لا أحملكم اليوم -أو قال: - والله لا أحملكم"، قال: فلما رجعنا إلى المنزل- أو قال: حين رجعنا إلى المنزل- أتاه قطيع من إبل، فإذا قد بعث إلينا بثلاثٍ بُقْعِ الذُّرَى، قال بعضنا لبعض: أنركب، وقد حلف رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ ! فأتيناه، فقلنا: يا نبي الله إنك قد حلفت، قال: "إني والله ما أحملكم، إنما حملكم الله، وما على الأرض من يمين أحلف عليها، ثم أرى