قدر الله شيئًا؟ قال: "هي من قدر الله"، أخرجه أبو داود، والحاكم، ونحوه قول عمر -رضي الله عنه-: "نفرّ من قدر الله إلى قدر الله"، ومثل ذلك مشروعيّة الطبّ، والتداوي.
قال الجامع عفا الله عنه: حديث أنس -رضي الله عنه- المذكور: "إن الصدقة لتطفئ ... إلخ"، وإن حسّنه الترمذي، ضعيف؛ لأن في سنده عبد الله بن عيسى الخزّار، وهو ضعيف، فلا يصلح لمعارضة حديث الباب، فتنبّه، والله تعالى أعلم.
وقال ابن العربيّ -رحمه الله-: النذر شبيه بالدعاء؛ فإنه لا يردّ القدر، ولكنّه من القدر أيضًا، ومع ذلك نُهي عن النذر، ونُدب إلى الدعاء، والسبب فيه أن الدعاء عبادة عاجلة، ويظهر به التوجّه إلى الله، والتضرّع له، والخضوع، وهذا بخلاف النذر، فإن فيه تأخير العبادة إلى حين الحصول، وترك العمل إلى حين الضرورة. انتهى (?)، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع، والمآب.
مسائل تتعلق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- هذا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [2/ 4229 و 4230 و 4231 و 4232، (1639)، و (البخاريّ) في "القدر" (6608) و"الأيمان والنذور" (6692 و 6693)، و (أبو داود) في "الأيمان والنذور" (3287)، و (الترمذيّ) في "جامعه" (4/ 112)، و (النسائيّ) في "الأيمان والنذور" (7/ 15 - 16) و"الكبرى" (3/ 133 - 134)، و (ابن ماجه) في "الكفّارات" (2122)، و (عبد الرزّاق) في "مصنّفه" (8/ 443)، و (ابن أبي شيبة) في "مصنّفه" (3/ 94)، و (أحمد) في "مسنده" (2/ 61 و 86 و 412 و 463)، و (الدارميّ) في "سننه" (2340)، و (الطحاويّ) في "مشكل الآثار" (1/ 362 - 363)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (4375 و 4377)، و (أبو عوانة) في "مسنده" (4/ 7 و 8 و 9)، و (البيهقيّ) في "الكبرى" (10/ 77)، والله تعالى أعلم.