(ثُمَّ قَالَ) -صلى الله عليه وسلم- ("بِعْنِيهِ"، فَبِعْتُهُ بِوُقِيَّةٍ) وفي رواية سالم بن أبي الجعد، عن جابر، الآتية: ثُمَّ قَالَ لِي: "بِعْنِي جَمَلَكَ هَذَا"، قَالَ: قُلْتُ: لَا، بَلْ هُوَ لَكَ، قَالَ: "لَا، بَلْ بِعْنِيهِ"، قَالَ: قُلْتُ: لَا، بَلْ هُوَ لَكَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: "لَا، بَلْ بعْنِيهِ"، قَالَ: قُلْتُ: فَإِنَّ لِرَجُلٍ عَلَيَّ أُوقِيَّةَ ذَهَبٍ، فَهُوَ لَكَ بِهَا، قَالَ: "قَدْ أًخَذْتُهُ"، ولابن سعد، وأبي عوانة، من هذا الوجه: "فلما أكثر عليّ قلت: إن لرجل عليّ أوقيةً من ذهب، هو لك بها، قال: نعم"، وفي رواية أحمد من هذا الوجه: "فقال: بعنيه، قلت: هو لك، قال: قد أخذته بوقية".

(وَاسْتَثْنَيْتُ عَلَيْهِ حُمْلَانَهُ إِلَى أَهْلِي) "الْحُمْلان" بضمّ الحاء المهملة، وسكون الميم: الحمل، والمفعول محذوف؛ أي: استثنيتُ حمله إياي، وقد رواه الإسماعيليّ بلفظ: "واستثنيت ظهره إلى أن نَقْدَم"، وفي رواية جرير، عن مغيرة الآتية بعد هذا عند مسلم: "فبعته إياه، على أن لي فَقَار ظهره حتى أبلغ المدينة"، ولأحمد من طريق شريك، عن مغيرة: "اشتَرَى مني بعيرًا على أن يُفْقِرني ظهره سفري ذلك"، وقد ذكر البخاريّ رحمه الله الاختلاف في ألفاظه على جابر -رضي الله عنه-، وسيأتي بيانه قريبًا -إن شاء الله تعالى-.

(فَلَمَّا بَلَغْتُ) أي: المدينة، وفي رواية مغيرة، عن الشعبيّ التالية: "قال: فقلتُ له: يا رسول الله إني عَروسٌ، فاستأذنته، فأذن لي، فتقدّمت الناس إلى المدينة، حتى انتهيتُ، فلقيني خالي، فسألني عن البعير، فأخبرته بما صنعتُ فيه، فلامني فيه".

ووقع عند أحمد من رواية نبيح المذكورة: "فأتيت عمتي بالمدينة، فقلت لها: ألم تري أني بعت ناضحنا؟ فما رأيتها أعجبها ذلك".

وجزم بعضهم بأنه جَدُّ -بفتح الجيم، وتشديد الدال- ابن قيس، وأما عمته فاسمها هند بنت عمرو، ويَحْتَمِل أنهما جميعًا لم يعجبهما بيعه؛ لأنه لم يكن عنده ناضح غيره.

وفي رواية للبخاريّ في "الجهاد": "ثم قال: ائت أهلك، فتقدّمتُ الناس إلى المدينة"، وفي رواية وهب بن كيسان في "البيوع": "وقدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المدينة قبلي، وقَدِمت بالغداة، فجئت إلى المسجد، فوجدته، فقال: الآن قَدِمتَ؟ قلت: نعم، قال: فَدَعِ الجمل، وادخل، فصلِّ ركعتين".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015