فقية فاضل مشهورٌ [3] (ت 93) وقيل غير ذلك (ع) تقدم في "صلاة المسافرين وقصرها" 30/ 1818.
والباقيان ذُكرا قبله، وشرح الحديث يأتي بعدُ.
وقوله: (حَتَّى فَرْجَهُ بِفَرْجِهِ) "حتى" هنا عاطفة؛ لوجود شروط العطف بها، كما قال في "الخلاصة":
بَعْضًا بِـ "حَتَّى" اعْطِفْ عَلَى كُلٍّ وَلَا ... يَكُونُ إِلَّا غَايَةَ الَّذِي تَلَا
فيكون "فرجَه" منصوبًا عطفًا على "عُضوًا"؛ أي: حتى يُعتق فرجه بفرجه.
قيل: إنما خصّ الفرج بالذِّكر؛ لأنه محل أكبر الكبائر بعد الشرك، وقتل النفس، كما في حديث ابن مسعود - رضي الله عنه -، قال: قلت: يا رسول الله! أيّ الذنب أعظم؟ قال: أن تجعل لله ندًّا، وقد خلقك، قلت: ثمّ أيّ؟ قال: أن تقتل ولدك خشية أن يأكل معك، قلت: ثمّ أيّ؟ قال: أن تزاني حليلة جارك"، متّفقٌ عليه، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
وبالسند المتصل إلى المؤلّف - رحمه الله - أوّل الكتاب قال:
[3792] ( ... ) - (وَحَدَّثنَا قتيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثنَا لَيْثٌ، عَنِ ابْنِ الْهَاد، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ سَعِيدِ ابْنِ مَرْجَانَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً مُؤْمِنَةً، أَعْتَقَ اللهُ بِكُل عُضْوٍ مِنْهُ عُضْوًا مِنَ النَّار، حَتَّى يُعْتِقَ فَرْجَهُ بِفَرْجِهِ").
رجال هذا الإسناد: ستة:
1 - (قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ) الثقفيّ البغلانيّ، ثقة ثبت [10] (ت 240) (ع) تقدم في "المقدمة" 6/ 50.
2 - (لَيْثُ) بن سعد الإمام المصريّ الفقيه الثقة الثبت الحجة [7] (ت 175) (ع) تقدّم في "شرح المقدّمة" جـ 2 ص 412.
3 - (ابْنُ الْهَادِ) هو: يزيد بن عبد الله بن أُسامة بن الهاد الليثيّ، أبو عبد الله المدني، ثقة مكثرٌ [5] (ت 139) (ع) تقدم في "الإيمان" 13/ 159.
4 - (عُمَرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ) بن عليّ بن أبي طالب الهاشميّ المدنيّ الأصغر، صدوقٌ فاضل [7].