الزجاج: التذكير أفصح عند العلماء، ونقل الْمُطَرِّزيّ، عن الفارسيّ أنَّه يجمع أيضًا على آصع بالقلب، كما قيل: دار، وآدُرٌ بالقلب، وهذا الذي نقله جعله أبو حاتم من خطأ العوامّ، وقال ابن الأنباريّ: وليس عندي بخطأ في القياس؛ لأنه وإن كان غير مسموع من العرب، لكنه قياس ما نُقِل عنهم، وهو أنهم ينقلون الهمزة من موضع العين إلى موضع الفاء، فيقولون: أَبْآرٌ، وآبارٌ. انتهى (?).
وقوله: (قَالَ: "صَدَقَ) فاعل "صدق" ضمير عيّاش بن أبي ربيعة؛ أي: صدق في قوله: "ليس لكِ نفقة" فوق ما أُعطيت.
وقوله: (فِي بَيْتِ ابْنِ عَمِّكِ) تقدَّم الكلام فيه قريبًا.
وقوله: (فَإِنَّهُ ضَرِيرُ الْبَصَرِ) أي: أعمى، وجمعه أَضِرّاء؛ كشديد وأشِدّاء، وسُمّي الأعمى ضريرًا؛ لأنه به ضررًا بذهاب عينه.
وقوله: (تُلْقِي ثَوْبَكِ عِنْدَهُ) قال النوويّ - رحمه الله -: هكذا هو في جميع النسخ "تُلْقي"، وهي لغة صحيحة، والمشهور في اللغة "تلقين" بالنون. انتهى.
قال الجامع عفا الله عنه: حذف نون الرفع دون ناصب، وجازم لغة، كما قال ابن مالك في "الكافية الشافية":
وَحَذْفُهَا فِي الرَّفْعِ قَبْلَ "نِي" أَتَى ... وَالْفَكُّ وَالإِدْغَامُ أَيْضًا ثَبَتَا
وَدُونَ "نِي" في الرَّفْعِ حَذْفَهَا حَكَوْا ... فِي النَّثْرِ وَالنَّظْمِ وَمِمَّا قَدْ رَوَوْا
أَبِيتُ أَسْرِي وَتَبِيتِ تَدْلُكِي ... وَجْهَكِ بِالْعَنْبَرِ وَالْمِسْكِ الذَّكِي
وقوله: (خَفِيفُ الْحَالِ) هو بمعنى "تربٌ"، وهو كناية عن فقره.
(وَأَبُو الْجَهْمِ مِنْهُ شِدَّةٌ) وفي بعض النسخ: "فيه شدّة"، ووقع في "شرح النوويّ" هنا: "أبو الجهيم" بالتصغير، فقال النوويّ: هكذا هو في النسخ في هذا الموضع: "أبو الجهيم" بضم الجيم مصغرٌ، والمشهور أنَّه بفتحها مكبرٌ، وهو المعروف في باقي الروايات، وفي كتب الأنساب، وغيرها. انتهى.
قال الجامع عفا الله عنه: هذا الذي وقع في نسخة النوويّ وقع مثله في النسخة الهنديّة، وبقية النسخ بالتكبير، وهو الصواب، فتنبّه، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.