ووقع في رواية معمر: "وا عجبي لك" (?).
[تنبيه]: يجوز في "عجبًا" التنوين، وعدمه، قال ابن مالك: "وا" في قوله: "واعجبًا" إن كان منونًا فهو اسم فعل، بمعنى "أَعْجَبُ"، ومثله "وهًا"، و"وَيْ"، وجيء بعده بـ"عَجَبًا"، توكيدًا.
وإن كان بغير تنوين، فالأصل فيه "وا عجبي"، فأُبدلت الكسرة فتحةً، والياء ألفًا، كما في: "يا أسفا"، و"يا حسرتا".
وفيه شاهد لجواز استعمال "وا" في منادى غير مندوب، وهو مذهب المبرّد، وهو مذهب صحيح. انتهى (?).
(قَالَ الزُّهْرِيُّ) مبيّنًا قول عمر لابن عبّاس: "وَا عَجَبًا لَكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ" (كَرِهَ وَاللهِ مَا سَأَلَهُ عَنْهُ) فَهِمَ الزهريّ من هذا التعجّب الإنكار لِمَا سأله عنه، وفيه بُعْدٌ، ويُمكن أن يقال: إن تعجّبه إنما كان لأنه استَبعد أن يخفى مثلُ هذا على مثل ابن عبّاس مع مداخلته لأزواج النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وشُهرة هذه القضيّة، وشدّة حرصه هو على سماع الأحاديث، وكثرة حفظه، وغزارة علمه، ولمَا كان في نفس عمر من ابن عبّاس، فإنه كان يُعظّمه، ويُقدّمه على كثير من مشايخ الصحابة، كما اتّفق له معه؛ إذ سأله عن قوله تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (?)} الآيات [النصر: 1 - 3]، والقصّة مشهورة (?).
وقوله: (وَلَمْ يَكْتُمْهُ) من تَتِمّة كلام الزهريّ، يعني مع كراهته سؤاله لم يكتمه جواب ما سأل عنه، بل أوضح له، كما قال: (قَالَ) عمر - رضي الله عنه - (هِيَ حَفْصَةُ وَعَائِشَةُ) كذا عند المصنّف في جميع النسخ التي بين يديّ، بإفراد الضمير، ووقع في رواية البخاريّ بلفظ: "هما عائشة وحفصة" بالتثنية، وهي الموافقة للقواعد؛ لأن الخبر مثنّى، وأن السؤال بـ"من المرأتان؟ "، فليُتنبّه.
وقوله: "حفصة وعائشة"، كذا في أكثر الروايات، ووقع في رواية حماد بن سلمة وحده عن يحيى بن سعيد الماضية: "حفصة وأم سلمة"، وقد