أخرج له الجماعة، وله في هذا الكتاب حديثان فقط برقم (1479) وأعاده بعده، و (2382): "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جلس على المنبر، فقال: عبد خيّره الله بين أن يؤتيه زهرة الدنيا ... " الحديث، وله عند أبي داود حديثٌ في النهي عن بيع السلعة حيث تباع.
والباقيان ذُكرا قبله.
وقوله: (عَنْ آيَةٍ) هي آية سورة التحريم.
وقوله: (فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَسْأَلَهُ؟ هَيْبَةً لَهُ) فيه توقير العالم، ومهابته عن استفسار ما يُخشى من تغيّره عند ذكره، وترقّب خلوته؛ ليسأل عما يريده.
وقوله: (عَدَلَ إِلَى الْأَرَاكِ إلخ) يعني مالَ عن الطريق السلوكة إلى طريق لا يُسلك غالبًا لقضاء حاجته، والأراك شجر معروف، ترعاه الإبل.
وشرح الحديث، ومسائله تأتي بعد حديثين، وإنما أخرّتها إليه؛ لكونه أتمّ سياقًا مما هنا، ولكن أشرح بعض ما يُستغرب هنا، فأقول:
قوله: (ثُمَّ سِرْتُ مَعَهُ، فَقُلْتُ إلخ) فيه البحث في العلم في الطريق، والخلوات، وفي حال القعود والمشي.
وقوله: (حَتَّى أَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى فِيهِنَّ مَا أَنْزَلَ إلخ) يعني حتى أمرنا الله تعالى بأداء حقوقهنّ، كما في قوله تعالى: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [البقرة: 228].
وقوله: (فَبَيْنَمَا أَنَا) معنى "بينما"، و"بينا" أي: بين أوقات ائتماري، وكذا ما أشبهه، وسبق بيانه، قاله النوويّ رحمه الله (?).