غيره أنّ صدور ذلك من النبيّ - صلى الله عليه وسلم - في حقّ مسلم لا يُستجاب؛ لشرطه ذلك على ربّه.

وحكى ابن العربيّ أن معناه: استغنت، ورُدّ بأن المعروف أترب إذا استغنى، وتَرِب إذا افتقر، ووجّه بأن الغنى الناشئ عن المال تراب؛ لأن جميع ما في الدنيا تُراب، ولا يخفى بُعْده.

وقيل: معناه ضَعُف عقلك، وقيل: افتقرت من العلم، وقيل: فيه تقدير شرط: أي وقع لك ذلك إن لم تفعل، ورجّحه ابن العربيّ، وقيل: معنى افتقرت خابت.

وصحّفه بعضهم، فقال: بالثاء المثلّثة، ووجّهه بأن معنى ثَرَبَتْ: تفرّقت، وهو مثل حديث: "نُهي عن الصلاة إذا صارت الشمس كالأثارب". وهو جمع ثُرُوب، وأَثْرُب، مثل فُلُوس، وأفلُس، وهي جمع ثَرْب - بفتح أوّله، وسكون الراء - وهو الشحم الرقيق المتفرّق الذي يَغشَى الكرش. انتهى (?)، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - هذا متّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [15/ 3635] (1466)، و (البخاريّ) في "النكاح" (509)، و (أبو داود) في "النكاح" (2047)، و (النسائيّ) في "النكاح" (6/ 68)، وفي "الكبرى" (5337)، و (ابن ماجه) في "النكاح" (1858)، و (عبد الرزّاق) في "مصنّفه" (11/ 304)، و (أحمد) في "مسنده" (2/ 428)، و (الدارميّ) في "سننه" (2/ 133 - 134)، و (سعيد بن منصور) في "سننه" (1/ 167)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (4036)، و (أبو عوانة) في "مسنده" (3/ 11)، و (أبو نعيم) في "مستخرجه" (4/ 137)، و (الدارقطنيّ) في "سننه" (3/

طور بواسطة نورين ميديا © 2015