والباقون ذُكروا قبله، و"أبو الأسود" هو: محمد بن عبد الرحمن بن نوفل المذكور قبله.
وقوله: (أُخْتِ عُكَّاشَةَ) قال النوويّ: قال القاضي عياض: قال بعضهم: إنها أخت عكاشة على قول من قال: إنها جدامة بنت وهب بن محصن، وقال آخرون: هي أخت رجل آخر، يقال له: عكاشة بن وهب، ليس بعكاشة بن مِحصن المشهور، ثم ذكر كلام الطبريّ السابق، قال: والمختار أنها جدامة بنت وهب الأسديّة أخت عكاشة بن محصن المشهور الأسديّ، وتكون أخته من أمه.
وفي "عكاشة" لغتان سبقتا في "كتاب الإيمان": تشديد الكاف، وتخفيفها، والتشديد أفصح، وأشهر. انتهى كلام النوويّ - رحمه الله - (?).
وقوله: (فَإِذَا هُمْ يُغِيلُونَ أَوْلَادَهُمْ) "إذا" هي الْفُجائيّة، و"يُغيلون" بضم الياء؛ لأنه من أغال الرباعيّ، كما سبق بيانه.
وقوله: (ثُمَّ سَأَلُوهُ عَن الْعَزْلِ) أي عن حكمه.
وقوله: ("ذَلِكَ الْوَأْدُ الْخَفِيُّ" وَهِيَ: {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8)}) قال النوويّ - رحمه الله -: "الموؤدة" بالهمز، والوأد دفن البنت، وهي حية، وكانت العرب تفعله خشية الإملاق، وربما فعلوه خوف العار، والموؤدة البنت المدفونة حيّة، ويقال: وأَدَتِ المرأةُ ولدها وَأْدًا، قيل: سُمِّيت موؤدةً؛ لأنها تُثْقَل بالتراب، ووجه تسمية العزل وأدًا مشابهته الوأدَ في تفويت الحياة، وقوله في هذا الحديث: {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8)} معناه: أن العزل يشبه الوأد المذكور في هذه الآية. انتهى (?).
وقال القاري: قوله: "وهي: وإذا المؤودة سُئلت" الضمير راجع إلى مقدّر، أي هذه الفعلة القبيحة مندرجة في الوعيد تحت قوله تعالى: {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8)}. انتهى، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.