أبيه، مشهور بكنيته، وقيل: اسمه عامر، وعويمر لقبه، الصحابيّ الجليل، أول مشاهده أُحُد، وكان عابدًا، مات في آخر خلافة عثمان - رضي الله عنهما -، وقيل: عاش بعد ذلك (ع) تقدم في "الصلاة" 44/ 1098.
والباقون تقدّم في الباب الماضي.
لطائف هذا الإسناد:
1 - (منها): أنه من سُباعيّات المصنّف - رحمه الله -.
2 - (ومنها): أنه مسلسل بالشاميين من يزيد، والباقون بصريّون.
3 - (ومنها): أن شيخه أحد التسعة الذين روى عنهم الجماعة بلا واسطة، وقد مرّ ذكرهم غير مرّة.
4 - (ومنها): أن فيه رواية الابن عن أبيه، وتابعيّ، عن تابعيّ مخضرم.
شرح الحديث:
(عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ) بضمّ الخاء المعجمة، بصيغة التصغير، أنه (قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ جُبَيْرٍ) مصغّرًا (يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ) جُبير بن نُفير (عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ) عويمر بن قيس - رضي الله عنه -، وقيل: غيره (عن النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ أَتَى بِامْرَأَةٍ) أي مرّ عليها، فالباء بمعنى "على"، وقال القرطبيّ - رحمه الله -: قوله: "أتى بامرأة" روايتنا فيه "أَتَى" بفتح الهمزة والتاء، على أنه فعل ماض، بمعنى جاز ومرّ. انتهى (?).
[تنبيه]: هذه المرأة لا يُعرف اسمها (?).
(مُجِحٍّ) بضم الميم، وكسر الجيم، ثم حاء مهملة مشدّدة: وهي الحامل التي قَرُبت ولادتها (عَلَى بَابِ فُسْطَاطٍ) أي خِبَاءٍ صغير، وفيه ستّ لُغات: فُسطاطٌ، وفُستاطٌ، وفُساط، بحذف الطاء والتاء، لكن بتشديد السين، وبضم الفاء وكسرها في الثلاثة، وهو نحو بيت الشعر (فَقَالَ) - صلى الله عليه وسلم - ("لَعَلَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُلِمَّ بِهَا؟ ") بضمّ أوله، وكسر ثانيه، من الإمام، وأصل الإلمام: النزول، كما قال:
مَتَى تَأْتِنَا تُلْمِمْ بِنَا فِي دِيَارِنَا ... تَجِدْ خَيْرَ نَارٍ عِنْدَهَا خَيْرَ مُوقِدِ (?)