اختلافهم في الألفاظ، وإن لم يختلف المعنى، وتمام شرح الحديث، وبيان
مسائله يأتي في الحديث التالي -إن شاء الله تعالى- وإنما أخّرته إليه؛ لأنه
اللفظ المتّفق عليه، بخلاف هذا، فإنه من أفراد المصنّف رحمه اللهُ.
وبالسند المتّصل إلى الإمام مسلم بن الحجاج رحمه اللهُ المذكور أولَ الكتاب
قال:
[3221] (1328) - (حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ،
وَاللَّفْظُ لِسَعِيدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَن ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أبِيهِ، عَن ابْنِ عَبَّاسٍ
قَالَ: أُمِرَ النَّاسُ أَنْ يَكُونَ آخِرُ عَهْدِهِمْ بِالْبَيْتِ، إِلَّا أنَّهُ خُفِّفَ عَن الْمَرْأَةِ
الْحَائِضِ).
رجال هذا الإسناد: ستة:
1 - (سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ) تقدّم قبل بابين.
2 - (سُفْيَانُ) بن عيينة، تقدّم أيضًا قبل بابين.
3 - (سُلَيْمَانُ الْأَحْوَلُ) هو: سليمان بن أبي مسلم المكىّ، خال ابن أبي
نَجِيح، قيل: اسم أبيه عبد الله، ثقة [5] (ع) تقدم في "الإيمان" 65/ 368.
4 - (ابْنُ طَاوُسٍ) عبد الله، تقدّم قريبًا.
5 - (طَاوُسُ) بن كيسان، تقدّم أيضًا قريبًا.
6 - (ابْنُ عَبَّاسٍ) - رضي الله عنهما -، ذُكر في السند الماضي.
لطائف هذا الإسناد:
1 - (منها): أنه من خُماسيّات المصنّف رحمه اللهُ، وله فيه شيخان قرن
بينهما؛ لاتفاقهما في كيفيّة التحمّل والأداء، وأما قوله: "واللفظ لسعيد"، فأراد
به اختلافهما في لفظ المتن، فلفظ سعيد هو الذي مرّ في الحديث الماضي،
وأما ما هنا فهو لفظ أبي بكر، شيخه الثاني.
2 - (ومنها): أن رجاله رجال الجماعة، سوى أبي بكر، فما أخرج له
الترمذيّ.
3 - (ومنها): أنه مسلسل بالمكيين، سوى أبي بكر، فكوفىّ، وطاوس
وابنه، فيمانيّان.