الثالثة، وهذا شكّ من الراوي، قال القاري: "في الثانية، أو في الثالثة" أي في
إحدى المرّتين، متعلّق بـ "قال".
ووقع في رواية همام الثالثة: "ويلك اركبها، ويلك اركبها". ولأحمد من
رواية عبد الرحمن بن إسحاق، والثوريّ، كلاهما عن أبي الزناد، ومن طريق
عجلان، عن أبي هريرة، قال: "اركبها ويحك"، قال: إنها بدنة، قال: "اركبها
ويحك". زاد أبو يعلى من رواية الحسن: "فركبها"، إلا أنها ضعيفة، وللبخاريّ
من طريق عكرمة، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: "فلقد رأيته راكبها، يساير النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، والنعل في عنقها".
قال الحافظ: وتبيّن بهذه الطرق أنه أطلق البدنة على الواحدة من الإبل
المهداة إلى البيت الحرام، ولو كان المراد مدلولها اللغويّ لم يحصل الجواب
بقوله: إنها بدنة؛ لأن كونها من الإبل معلوم، فالظاهر أن الرجل ظنّ أنه خَفِي
كونها هديًا، فلذلك قال: إنها بدنة، والحقّ أنه لم يَخْفَ ذلك على النبىّ - صلى الله عليه وسلم -
لكونها كانت مقلّدةً، ولهذا قال له لما زاد في مراجعته: "ويلك". انتهى (?)، والله
تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - هذا متّفق عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [63/ 3209 و 3210 و 3211] (1322)،
و(البخاريّ) في "الحج" (1689 و 1706) و"الوصايا" (2755) و"الأدب"
(6160)، و (أبو داود) في "المناسك" (1760)، و (النسائيّ) في "مناسك الحجّ"
(5/ 176) و"الكبرى" (2/ 364 - 345)، و (ابن ماجه) في "المناسك"
(3103)، و (مالك) في "الموطّأ" (1/ 377)، و (الطيا لسيّ) في "مسنده "
(2596)، و (أحمد) في "مسنده " (2/ 254 و 481 و 487)، و (أبو نعيم) في
"مستخرجه" (3/ 399)، و (ابن الجارود) في "المنتقى" (1/ 113)، و (ابن