أخرج له البخاريّ، والمصنّف، وأبو داود، والترمذيّ، والنسائيّ، وله
في هذا الكتاب خمسة أحاديث فقط برقم (1310) و (1735) و (2124)
و(2271) و (3003).
والباقيان ذُكرا قبله.
شرح الحديث:
(عَنْ نَافِعٍ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ) -رضي الله عنهما- (كَانَ يَرَى التَّحْصِيبَ سُنَّةً) أي يعتقد النزول
بالْمُحصّب من سنن الحجّ، قال المجد رحمه الله: التحصيب: النوم بالْمُحصّب:
الشِّعْب الذي مخرجه إلى الأبطح ساعةً من الليل، أو الْمُحصّب موضع رمي
الجمار بمنًى. انتهى (?). (وَكَانَ) ابن عمر -رضي الله عنهما- (يُصَلِّي الظُّهْرَ) أي والعصر،
والمغرب، والعشاء، كما في الرواية الأخرى، ففي رواية البخاريّ من طريق
خالد بن الحارث الْهُجيميّ، عن عبيد الله، عن نافع: أن ابن عمر -رضي الله عنهما- كان
يصلي بها -يعني المحصّب- الظهر والعصر -أحسبه قال: والمغرب، قال
خالد: لا أشك في العشاء- ويهجع هجعةً، ويذكر ذلك عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-.
وقد أخرجه الإسماعيليّ بدون شكّ من طريق سفيان بن عيينة، عن
أيوب، وعن عبيد الله بن عمر جميعًا عن نافع: "أن ابن عمر كان يصلي
بالأبطح الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، ثم يَهْجع هَجْعةً".
وأخرج البخاريّ عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: أنه صلى الظهر،
والعصر، والمغرب، والعشاء، ورَقَد رقدة بالمحصّب، ثم ركب إلى البيت،
فطاف به.
قال الجامع عفا الله عنه: قد دلّ حديثا ابن عمر، وأنس -رضي الله عنهم- المذكوران
على أنه يستحبّ للحاج أن يصلي بالمحصّب الظهر، والعصر، والمغرب،
والعشاء، ويبيت به بعض الليالي، فتنبّه، والله تعالى أعلم.
وقوله: (يَوْمَ النَّفْرِ) متعلّق بـ"يصلي"، وهو بفتح النون، وسكون الفاء،
قال الفيّوميّ رحمه الله: نفر الحاجّ من منى -أي من بابي ضرب، وقعد- دَفَعُوا،