نَاضِحَانِ كَانَا لِأَبِي فُلانٍ زَوْجِهَا، حَجَّ هُوَ وَابْنُهُ عَلَى أَحَدِهِمَا، وَكَانَ الْآخَرُ يَسْقِي
عَلَيْهِ غُلَامُنَا، قَالَ: "فَعُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَقْضِي حَجَّةً، أَوْ حَجَّةً مَعِي").
رجال هذا الإسناد: خمسة:
1 - (أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ) أبو عبد الله البصريّ، ثقةٌ [10] (245) (م
4) تقدم في "الإيمان" 1/ 103.
2 - (يَزِيدُ بْنُ زُريعٍ) العيشيّ البصريّ، تقدّم قريبًا.
3 - (حَبِيبٌ الْمُعَلِّمُ) أبو محمد البصريّ، مولى مَعْقِل بن يسار،
اختُلف في اسم أبيه، فقيل: زائدة، وقيل: زيد، صدوقٌ [6] (ت 130) (ع)
تقدم في "الصلاة" 11/ 889.
والباقيان ذُكرا قبله.
وقوله: (زَوْجِهَا) بالجرّ بدل من "أبي فلان"، أو عطف بيان له.
وقولها: (حَجَّ هُوَ وَابْنُهُ عَلَى أَحَدِهِمَا) تعني أنه لَمْ يبق لها محلّ الرديف
حتى تحجّ معه.
وقولها: (وَكَانَ الْآخَرُ يَسْقِي ... إلخ) تعني أن الناضح الثاني نسقي عليه
النخيل، وليس لنا ثالثٌ حتى أحجّ عليه.
وقولها أيضًا: (يَسْقِي عَلَيْهِ غُلَامُنَا) ووقع في شرح النوويّ بلفظ: "يسقي
غلامنا"، فقال النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ -: هكذا هو في نسخ بلادنا، وكذا نقله القاضي عياض عن
رواية عبد الغافر الفارسيّ، وغيره، قال: وفي رواية ابن ماهان: "يسقى عليه
غلامنا"، قال القاضي عياض: وأرى هذا كله تغييرًا، وصوابه "نَسقي عليه نخلًا لنا"،
فتصحف منه "غلامنا"، وكذا جاء في البخاريّ على الصواب، ويدُلّ على صحته قوله
في الرواية الأولى: "ننضح عليه"، وهو بمعنى نسقي عليه. انتهى كلام القاضي.
فتعقّبه النوويّ، فقال: والمختار أن الرواية صحيحة، وتكون الزيادة التي
ذكرها القاضي محذوفة مقدرةً، وهذا كثير في الكلام. انتهى كلام
النووي - رَحِمَهُ اللهُ - (?)، وهو تعقّب وجيه، والله تعالى أعلم.