الشافعيّ أنه قال: فإن قيل: فما قول حفصة للنبيّ -صلى الله عليه وسلم-: "ما شأن الناس حلّوا،
ولم تحلل من عمرتك؟ ".
قيل: أكثر الناس مع النبيّ -صلى الله عليه وسلم- لم يكن معه هديٌ، وكانت حفصة معهم،
فامروا أن يجعلوا إحرامهم عمرة، ويحلّوا، فقالت: لِمَ تحلل الناس، ولم
تَحْلِل من عمرتك، يعني إحرامك الذي ابتدأته، وهم بنيّة واحدة- والله أعلم-
فقال: "لبّدت رأسي، وقلّت هديي، فلا أحلّ حتى أنحر بدني"، يعني- والله
أعلم- حتى يحلّ الحاجّ؛ لأن القضاء نزل عليه أن يجعل من كان معه هدي
إحرامه حخأ، وهذا من سعة لسان العرب الذي يكاد يعرف بالجواب فيه.
انتهى كلامه.
(ثانيها): أنها أرادت بالعمرة الحجّ؛ لأنهما يشتركان في كونهما قصدًا.
(ثالثها): أنها ظنّت أنه معتمر.
(رابعها): أن معنى قولها: "من عمرتك " أي لعمرتك بأن تفسخ حجّك
إلى عمرة كما فعل غيرك، قال النوويّ في "شرح مسلم " بعد ذكره هذه
الأجوبة: وكلّ هذا ضعيف، والصحيح ما سبق- يعني أنه -صلى الله عليه وسلم كان قارنًا- ذكره
وليّ الدين رحمه الله (?)، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
وبالسند المتّصل إلى الامام مسلم بن الحجاج: رحمه الله المذكور أولَ الكتاب
قال:
[2986] ( ... ) - (وَحَدَّثَنَاه ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ مَالِكٍ،
عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ حَفْصَةَ -رضي الله عنها- قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا لَكَ
لَمْ تَحِلَّ؟ (?) بِنَحْوهِ).
رجال هذا الإسناد: ستة:
1 - (ابْنُ نُمَيْرٍ) هو: محمد بن عبد الله بن نُمير الهمدانيّ الكوفيّ، ثقةٌ
حافظٌ فاضلٌ [10] (ت 234) (ع) تقدم في "المقدمة" 5/ 2.
2 - (خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ) الْقَطَوانيّ البجليّ مولاهم، أبو الهيثم الكوفيّ،