6 - (جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ) بن عديّ بن نوفل بن عبد مناف القرشيّ النوفليّ
الصحابيّ -رضي الله عنه-، كان عارفًا بالأنساب، مات سنة ثمان، أو تسع وخمسين (ع)
تقدّم في "الحيض" 10/ 746.
لطائف هذا الإسناد:
1 - (منها): أنه من خماسيّات المصنّف -رحمه الله-، وله فيه شيخان قرن
بينهما، ثم فصّل؛ لما أسلفناه غير مرّة.
2 - (ومنها): أن رجاله رجال الجماعة، سوى شيخيه، فالأول ما أخرج
له الترمذيّ، والثاني ما أخرج له الترمذيّ، وابن ماجه.
3 - (ومنها): أن فيه رواية تابعيّ عن تابعيّ، والابن عن أبيه، والله تعالى
أعلم.
شرح الحديث:
(عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ) -رضي الله عنه- أنه (قَالَ: أَضْلَلْتُ بَعِيرًا لِي) أي فقدته، يقال:
ضلّ البعير: إذا غاب، وخَفِيَ موضعه، وأضللته بالألف: فقدته، قال
الأزهريّ: وأضللت الشيءَ بالألف: إذا ضاع منك، فلم تعرف موضعه،
كالدّابّة، والناقة، وما أشبههما، فإن أخطأت موضع الشيء الثابت، كالدار،
قلت: ضَلَلْتُهُ، وضَلِلْته، ولا تقل: أضللته بالألف، وقال ابن الأعرابيّ: أضلّني
كذا بالألف: إذا عَجَزتَ عنه، فلم تقدر عليه، وقال في "البارع": ضَلَّني فلانٌ،
وكذا في غير الإنسان يَضِلُّني: إذا ذهب عنك، وعجزت عنه، وإذا طلبت
حيوانًا، فأخطأت مكانه، ولم تَهْتَدِ إليه، فهو بمنزلة الثوابت، فتقول: ضَلَلْته،
وقال الفارابيّ: أضللتُهُ بالألف: أضعته، قاله الفيّوميّ -رحمه الله- (?).
(فَذَهَبْتُ أطْلُبُهُ يَوْمَ عَرَفَةَ) وفي رواية النسائيّ: "فذهبت أطلبه بعرفة يوم
عرفة" فيكون الجارّ، والظرف متعلقان بـ "أطلب" يعني أنه ذهب لطلب بعيره في
الموضع المسمّى بعرفة، في يوم بعرفة (فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- وَاقِفًا مَعَ النَّاسِ
بِعَرَفَةَ، فَقُلْتُ: وَاللهِ إِن هَذَا لَمِنَ الْحُمْسِ) إشارة إلى النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وهذا تعجب