وَلَدَتْ، كَانُوا يَطُوفُونَ عُرَاةً (?)، إِلَّا أَنْ تُعْطِيَهُم الْحُمْسُ ثِيَابًا، فَيُعْطِي الرِّجَالُ

الرِّجَالَ، وَالنِّسَاءُ النِّسَاءَ، وَكَانَت الْحُمْسُ لَا يَخْرُجُونَ مِنَ الْمُزْدَلِفَةِ، وَكَانَ النَّاسُ

كلُّهُمْ يَبْلُغُونَ عَرَفَاتٍ، قَالَ هِشَامٌ: فَحَدَّثَنى أَبِي عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- قَالَتْ: الْحُمْسُ

هُمُ الَّذِينَ أنزَلَ اللهُ فِيهِمْ: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ}، قَالَتْ: كَانَ

الئاسُ يُفِيضُونَ مِنْ عَرَفَاتٍ، وَكَانَ الْحُمْسُ يُفِيضُونَ مِنَ الْمُزْدَلِفَةِ، يَقُولُونَ: لَا

نُفِيضُ إِلَّا مِنَ الْحَرَمِ، فَلَمَّا نَزَلَتْ: {أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ}، رَجَعُوا

إِلَى عَرَفَاتٍ).

رجال هذا الإسناد: خمسة:

1 - (أَبُو كُرَيْبٍ) محمد بن العلاء الْهَمْدانيّ، ثقةٌ حافظٌ [10] (ت 247)

(ع) تقدم في "الإيمان" 4/ 117.

2 - (أَبُو أُسَامَةَ) حمّاد بن أسامة بن زيد القرشيّ مولاهم الكوفيّ، ثقة

ثبت، من كبار [9] (ت 201) وهو ابن (80) سنةً (ع) تقدم في "المقدمة" 6/ 51.

والباقون ذُكروا قبله.

[تنبيه]: كتب الحافظ أبو عليّ الجيّانيّ الغسّانيّ -رحمه الله- في "تقييده" بعد ذكر

هذا الإسناد ما نصّه: هكذا عند أبي أحمد، والكسائيّ في إسناد هذا الحديث،

وعند أبي العلاء بن ماهان: "حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، نا أبو أسامة"، جَعَلَ

"ابن أبي شيبة" بدل أبي كُريب. انتهى (?).

قال الجامع عفا الله عنه: كونه عن أبي كريب هو الذي مشى عليه الحافظ

المزيّ-رحمه الله- في "تحفة الأشراف" (12/ 139)، ولم يُشر إلى الاختلاف

المذكور، فليُتأمّل، والله تعالى أعلم.

وقوله: (كانَت الْعَرَبُ تَطُوفُ بِالْبَيْتِ عُرَاةً) جمع عَارٍ، كقُضَاة جمع

قاضٍ، وانتصابه على الحال من الضمير الذي في "تطوف".

قال النوويّ-رحمه الله-: هذا من الفواحش التي كانوا عليها في الجاهلية،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015