فَبَادِرْ إِلَيْهَا لَا تَكُنْ مُتَوَانِيًا ... لَعَلَّكَ تَحْظَى بِالَّذِي قَدْ حَظِينَاهُ
وَحُجَّ بِمَالٍ مِنْ حَلَالٍ عَرَفْتَهُ ... وَإِيَّاكَ وَالْمَالَ الْحَرَامَ وَإِيَّاهُ
فَمَنْ كَانَ بِالْمَالِ الْمُحَرَّمِ حَجُّهُ ... فَعَنْ حَجِّهِ وَاللهِ مَا كَانَ أَغْنَاهُ
إِذَا هُوَ لَبَّى اللهَ كَانَ جَوَابُهُ ... مِنَ اللهِ لَا لَبَّيْكَ حَبئ رَدَدْنَاهُ
كَذَلِكَ جَانَا فِي الْحَدِيثِ مُسَطَّرًا ... فَفِي الْحَجِّ أَجْرٌ وَافِرٌ قَدْ سَمِعْنَاهُ
وَمِنْ بَعْدِ حَجِّ سِرْ لِمَسْجِدِ أَحْمَدٍ ... وَلَا تَخْطُهُ تَنْدَمْ إِذَا تَتَخَطَّاهُ
فَوَا أَسَفَ السَّارِي إِذَا ذَكَرَ الْحِمَى ... إِذَا رَبْعَ خَيْرِ الْمُرْسَلِينَ تَخَطَّاهُ
وَوَا لَهَفَ الآتِي بِحَجِّ وَعُمْرَةٍ ... إِذَا لَمْ يُكَمِّلْ بِالزِّيَارَةِ مَمْشَاهُ
يُعَزَّى عَلَى مَا فَاتَهُ مِنْ مَزَارِه ... فَقَدْ فَاتَهُ أَجْرٌ كَثِيرٌ بِأُخْرَاهُ
نَظَرْنَاهُ حَقًّا حِينَ بَانَتْ رِكَابُنَا ... عَلَى طَيْبَةٍ حَقًّا وَصِدْقًا نَظَرْنَاهُ
وَزَادَتْ بِنَا الأَشْوَاقُ عِنْدَ دُنُوِّنَا ... إِلَيْهَا فَمَا أَحْلَى دُنُوّاً دَنَيْنَاهُ (?)
وَلَمَّا بَدَتْ أَعْلَامُهَا وَطُلُولُهَا ... تَحَدَّرَتِ الرُّكْبَانُ عَمَّا رَكِبْنَاهُ
وَسِرْنَا مُشَاةً رِفْعَةً لِمُحَمَّدٍ ... حَثَثْنَا الْخُطَا حَتَّى الْمُصَلَّى دَخَلْنَاهُ
لِنَغْنَمَ تَضْعِيفَ الثَّوَابِ بِمَسْجِدٍ .... صَلَاةُ الْفَتَى فِيهِ بِأَلْفٍ يُوَفَّاهُ
كَذَلِكَ فَاغْنَمْ فِي زِيارَةِ طَيْبَةٍ ... كَمَا قَدْ فَعَلْنَا وَاغْتَنِمْ مَا غَنِمْنَاهُ
فَإِذْ مَا رَأَيْتَ الْقَبْرَ قَبْرَ مُحَمَّدٍ ... فَلَا تَدْنُ مِنْهُ ذَاكَ أَوْلَى لِعُلْيَاهُ
وَقِفْ بِوَقَارٍ عِنْدَهُ وَسَكِينَةً ... وَمَثِّلْ رَسُولَ اللهِ حَيًّا بِمَثْوَاهُ
وَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَالْوَزِيرَيْنِ عِنْدَهُ ... وَزُرْهُ كَمَا زُرْنَا لِتَحْصِدَ عُقْبَاهُ
وَبَلِّغْهُ عَنَّا لَا عَدِمْتَ سَلَامَنَا ... فَأَنْتَ رَسُولٌ لِلرَّسُولِ بَعَثْنَاهُ (?)
وَمَنْ كَانَ مِنَّا مُبْلِغاً لِسَلَامِنَا ... فَإِنَّا بِإِبْلَاغ السَّلَامِ سَبَقْنَاهُ
فَيَا نَعْمَةً لِلَّهِ لَسْنَا بِشُكْرِهَا ... نَقُومُ وَلَوْ مَاءَ الْبُحُورِ مَدَدْنَاهُ
فَنَحْمَدُ رَبَّ الْعَرْشِ إِذْ كَانَ حَجُّنَا ... بِزَوْرَةِ مَنْ كَانَ الْخِتَامَ خَتَمْنَاهُ
عَلَيْكَ سَلَامُ اللهِ مَا دَامَتِ السَمَا ... سَلَامٌ كَمَا يَبْغِي الإِلَاهُ وًيرْضَاهُ