شرح الحديث:

(عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ) المعروف بالصادق - رَحِمَهُ اللهُ - (عَنْ أَبِيهِ) محمد بن عليّ

المعروف بالباقر - رَحِمَهُ اللهُ - أنه (قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ) - رضي الله عنهما - (فَسَأَل عَنِ

الْقَوْم) أي: عن الجماعة الذين دخلوا عليه؛ لأنه كان إذ ذاك أعمى؛ لأنه عَمِيَ

في آخر عمره، كما صرّح به في هذه الرواية، وفيه عناية الإنسان بالداخلين

عليه، والسؤال عنهم؛ لينزل كلًّا منزلته.

(حَتَّى انْتَهَى) أي: وصل بالسؤال (إِلَيَّ، فَقُلْتُ: أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ

حُسَيْنٍ، فَأَهْوَى بِيَدِهِ إِلَى رَأْسِي) أي: يده إليها، قال الفيّوفي: يقال: أهوى إلى

الشيء بيده: مدّها؛ ليأخذه إذا كان عن قُرْب، فإن كان عن بُعْدٍ قيل: هَوَى إليه

بغير ألف، وأهويتُ بالشيء بالألف: أومأتُ به. انتهى (?).

(فَنَزَعَ) بفتح الزاي، يقال: نزَعته من موضعه نَزْعًا، من باب ضرب: إذا

قَلَعته، وانتزعه: مثله. (زِرِّي الْأَعْلَى) بكسر الزاي، وتشديد الراء، هو الذي

يوضع في القميص، جمعه: أَزْرارٌ، وزُرُورٌ، قاله في "القاموس" (?)، وقال في

"المصباح": زَرّ الرجلُ القميصَ زَرًّا، من باب قَتَلَ: أدخل الأزرار في الْعُرَا،

وزَرّرَه بالتضعيف مبالغةٌ، وأزرّه بالألف: جَعَل أَزرَارًا، واحدها زِرٌّ بالكسر.

انتهى (?).

والمعنى: أنه أخرج زرّي من عروته؛ لينكشف صدري عن القميص، وفيه

إكرام الرجل بنزع ردائه عنه؛ إيناسًا له، وملاطفة، وإظهار مودّة.

(ثُمَّ نَزَعَ زِرِّي الْأَسْفَلَ، ثُمَّ وَضَعَ كَفَّهُ بَيْنَ ثَدْيَيَّ) تثنية ثَدْيٍ، بفتح،

فسكون، قال الفيّوميّ - رَحِمَهُ اللهُ -: الثَّدْيُ: للمرأة، وقد يقال في الرجل أيضًا، قاله

ابن السِّكِّيت، ويُذَكَّرُ وُيؤَنَّث، فيقال: هو الثَّدْيُ، وهي الثديُ، والجمع: أَثْدٍ،

وثُدِيٌّ، وأصلهما أَفْعُلٌ، وفُعُولٌ، مثلُ أَفْلُس وفُلُوس، وربما جُمِع على ثِدَاءٍ،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015