رسول الله، إني لم أكن تطوفت بالبيت يوم النحر، قال: "اذهبي مع أخيك إلى
التنعيم، فاعتمري"، وحاضت صفية بنت حُيَيّ ليلة النفر، فقالت: ما أُراني إلا
حابستكم، فقال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "عَقْرَى حَلْقَى، أما كنت تطوفت بالبيت
يوم النحر؟ " قالت: بلى، قال: "فانفري"، قالت: فلقيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مُدْلِجًا
على العقبة، وهو منهبط على المدينة، وأنا منهبطة، فقال: "موعدك يوم كذا
وكذا". انتهى، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
وبالسند المتّصل الى الإمام مسلم بن الحجاج رحمه الله المذكور أولَ الكتاب
قال:
[2931] ( ... ) - (حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَابْنُ
بَشَّارٍ، جَمِيعًا عَنْ غُنْدَرٍ، قَالَ ابْنُ الْمُثَنَّى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ،
عَنْ الْحَكَمِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ ذَكْوَانَ مَوْلَى عَائِشَةَ، عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- أَنَّهَا
قَالَتْ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- لِأَرْبَعٍ مَضَيْنَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، أَوْ خَمْسٍ، فَدَخَلَ عَلَيَّ،
وَهُوَ غَضْبَانُ، فَقُلْتُ: مَنْ أَغْضَبَكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ أَدْخَلَهُ اللهُ النَّارَ، قَالَ: "أَوَ مَا
شَعَرْتِ أَنِّي أَمَرْتُ النَّاسَ بِأَمْرٍ، فَإِذَا هُمْ يَتَرَدَّدُونَ"، قَالَ الْحَكَمُ: "كَأَنَّهُمْ يَتَرَدَّدُونَ -
أَحْسِبُ- وَلَوْ أَنِّي اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ، مَا سُقْتُ الْهَدْيَ مَعِي، حَتَّى
أَشْتَرِيَهُ، ثُمَّ أَحِلُّ كَمَا حَلُّوا").
رجال هذا الإسناد: تسعة:
1 - (ابْنُ بَشَّارٍ) هو: محمد المعروف ببُندار، تقدّم قبل بابين.
2 - (مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ) غُندر تقدّم أيضًا قبل بابين.
3 - (شُعْبَةُ) بن الحجّام، تقدّم أيضًا قبل بابين.
4 - (الْحَكَمُ) بن عُتيبة، تقدّم قريبًا.
5 - (عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ) بن عليّ بن أبي طالب الهاشميّ، زين العابدين
المدنيّ، ثقةٌ ثبتٌ فقيهٌ عابد فاضلٌ مشهورٌ [3] (ت 93) أو قبل ذلك (ع) تقدم
في "صلاة المسافرين" 30/ 1818.
6 - (ذَكْوَانُ مَوْلَى عَائِشَةَ) أبو عمرو المدنيّ، ثقةٌ [3].
رَوَى عنها، وعنه عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وهو أكبر منه،