وبالسند المتّصل إلى الإمام مسلم بن الحجاج -رَحِمَهُ اللهُ- المذكور أولَ الكتاب
قال:
[2918] ( ... ) - (حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَمْرٌو النَّاقِدُ، وَزُهَيْرُ بْنُ
حَرْبٍ، جَمِيعاً عَن ابْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ عَمْرٌو: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ ئنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -،
وَلَا نُرَى إِلَّا الْحَجَّ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِسَرِفَ، أَوْ قَرِيباً مِنْهَا حِضْتُ، فَدَخَلَ عَلَيَّ
النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، وَأنا أَبْكِي، فَقَالَ: "أَنَفِسْتِ؟ " يَعْنِي الْحَيْضَةَ، قَالَتْ: قُلْتُ: نَعَمْ،
قَالَ: "إِنَّ هَذَا شَيْءٌ كَتَبَهُ اللهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ، فَاقْضِي مَا يَقْضِي الْحَاجُّ، غَيْرَ أَنْ لَا
تَطُوفي بِالْبَيْتِ حَتى تَغْتَسِلِي"، قَالَتْ: وَضَحَّى رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ نِسَائِهِ بِالْبَقَرِ).
رجال هذا الإسناد: سبعة:
1 - (عَمْرٌو النَّاقِدُ) ابن محمد بن بُكير، تقدّم قبل بابين.
2 - (زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ) أبو خيثمة، تقدّم في الباب الماضي.
3 - (عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ) تقدّم أيضًا في الباب الماضي.
4 - (أَبُوهُ) القاسم بن محمد بن أبي بكر الصدّيق، تقدّم أيضًا في الباب
الماضي.
والباقون ذُكروا في الباب.
وقولها: (قَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -) أي: من المدينة عام حجة الوداع،
وكان خروجهم لخمس بقين من ذي القعدة، وقَدِموا مكة لأربع، أو خمس من
ذي الحجة، فكانوا في طريقهم إلى مكة تسعة أيام، أو عشرة.
وقولها: (حَتَّى إِذَا كُنَّا بِسَرِفَ) - بفتح السين، وكسر الراء: موضع قريب
من مكة ممنوع من الصرف، وقد يُصْرَف، وفي "المصباح": سَرف: موضع
قريب من التنعيم، مثال تَعب، وجَهْل، وبه تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ميمونة
الهلالية - رضي الله عنها -، وبه تُوُفِّيَت، ودُفنَت.
وقال في "العمدة": سَرِف: اسم موضع قريب من مكة، بينهما نحو من
عشرة أميال، وقيل: عشرة، وقيل: تسعة، وقيل: سبعة، وقيل: ستة، وهو غير