(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا في "الإيمان" [38/ 257 و 258] (84)، و (البخاريّ) في "العتق " (2518)، و (النسائيّ) في "الجهاد" (3130)، وفي "العتق" من "الكبرى" (4337)، و (ابن ماجه) في "الأحكام" (2523)، و (عبد الرزاق) في "مصنّفه" (20298 و 20299)، و (الحميديّ) في "مسنده" (131)، و (أحمد) في "مسنده" (5/ 150 و 163)، و (الدارميّ) في "سننه" (2/ 307)، و (أبو عوانة) في "مسنده" (178 و 179 و 180 و 181)، و (أبو نعيم) في "مستخرجه" (250 و 251)، و (البيهقيّ) في "الكبرى" (6/ 273 و 9/ 272 و 10/ 273)، و (ابن منده) في "الإيمان" (232 و 233)، و (ابن الجارود) (969)، و (البغويّ) في "شرح السنّة" (2418)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
1 - (منها): بيان كون الإيمان أفضل الأعمال على الإطلاق.
2 - (ومنها): بيان كون الجهاد أفضل الأعمال بعد الإيمان، قال الإمام ابن حبان رحمه الله تعالى: الواو في حديث أبي ذر - رضي الله عنه - هذا بمعنى "ثُمّ"، وهو كذلك في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -، أي المتقدم قبل هذا، وقد تقدم الكلام فيه على طريق الجمع بين ما اختلف من الروايات في أفضل الأعمال هناك، وقيل: قَرَن الجهاد بالإيمان هنا؛ لأنه كان إذ ذاك أفضل الأعمال، وقال القرطبيّ: تفضيل الجهاد في حال تعيّنه، وفضل بر الوالدين لمن يكون له أبوان، فلا يجاهد إلا بإذنهما، وحاصله أن الأجوبة اختَلَفَت باختلاف أحوال السائلين.
3 - (ومنها): أن فيه حسنَ المراجعة في السؤال، وصبر المفتي والمعلم على التلميذ، ورفقه به، وقد رَوَى ابن حبان، والطبريّ، وغيرهما من طريق أبي إدريس الخولاني وغيره، عن أبي ذرّ - رضي الله عنه - حدَّثنا حديثًا طويلًا، فيه أسئلة كثيرة وأجوبتها، تشتمل على فوائد كثيرة، منها سؤاله عن أيّ المؤمنين أكمل، وأيّ المسلمين أسلم، وأيّ الهجرة والجهاد والصدقة والصلاة أفضل، وفيه ذكر الأنبياء وعددهم، وما أنزل عليهم، وآداب كثيرة من أوامر ونواهي وغير ذلك.
4 - (ومنها): بيان تفاضل الأعمال الصالحات فيما بينها، فبعضها لا يوازيه شيء، كالإيمان.