وبالسند المتّصل إلى الإمام مسلم بن الحجاج - رَحِمَهُ اللهُ - المذكور أولَ الكتاب قال:
[2804] ( ... ) - (حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ،
حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما -؛ أَنَّ
رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَقَّتَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ ذَا الْحُلَيْفَةِ، وَلِأَهْلِ الشَّامِ الْجُحْفَةَ، وَلِأَهْلِ
نَجْدٍ قَرْنَ الْمَنَازِلِ، وَلِأَهْلِ الْيَمَنِ يَلَمْلَمَ، وَقَالَ: "هُنَّ لَهُمْ، وَلِكُلِّ آتٍ أتى عَلَيْهِنَّ،
مِنْ غَيْرِهِنَّ، مِمَّنْ أَرَادَ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ، وَمَنْ كَانَ دُونَ ذَلِكَ، فَمِنْ حَيْثُ أَنْشَأَ،
حَتَّى أَهْلُ مَكَّةَ مِنْ مَكَّةَ").
رجال هذا الإسناد: ستة:
1 - (أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ) تقدّم في الباب الماضي.
2 - (يَحْيَى بْنُ آدَمَ) بن سليمان الأمويّ مولاهم، أبو زكريّا الكوفيّ، ثقةٌ
حافظٌ فاضلٌ، من كبار [9] (ت 203) (ع) تقدم في "المقدمة" 4/ 24.
3 - (وُهَيْبُ) بن خالد بن عجلان الباهليّ مولاهم، أبو بكر البصريّ، ثقةٌ
ثبتٌ، تغيّر قليلًا بآخره [7] (ت 165) أو بعدها (ع) تقدّم في "شرح المقدّمة"
جـ 2 ص 413.
4 - (عَبْدُ اللهِ بْنُ طَاوُسٍ) بن كيسان، أبو محمد اليمانيّ، ثقةٌ فاضلٌ عابدٌ
[6] (ت 132) (ع) تقدم في "المقدمة" 4/ 18.
والباقيان ذُكرا قبله.
وقوله: (وَقَالَ: هُنَّ لَهُمْ) أي: المواقيت المذكورة لأهل البلاد المذكورة،
ووقع في رواية أخرى بلفظ: "هنّ لهنّ" أي: المواقيت للجماعات المذكورة،
أو لأهلهن على حذف المضاف، والأول هو الأصل، ووقع أيضًا بلفظ: "هنّ
لأهلهنّ"، وقوله: "هنّ" ضمير جماعة المؤنث، وأصله لمن يعقل، وقد استُعْمِل
فيما لا يعقل، لكن فيما دون العشرة، قاله في "الفتح" (?).
وقوله: (وَلِكُلِّ آتٍ أَتَى عَلَيْهِنَّ، مِنْ غَيْرِهِنَّ) ولكلّ من أتى عليهنّ أي:
على المواقيت من غير أهل البلاد المذكورة.