سكون وسطه، ويقال فيه "ألملم" بالهمزة، وهو الأصل، والياء تسهيل لها،

وحكى ابن سِيدَهْ فيه: "يَرمرم" براءين بدل اللامين.

وقال صاحب "تيسير العلام": وتبعد عن مكة بالمراحل (2) وبالفراسخ

(16) وبالأميال (48) وبالكيلوات (80). انتهى.

[تنبيه]: أبعد المواقيت من مكة ذو الحليفة ميقات أهل المدينة، فقيل:

الحكمة في ذلك أن تعظم أجور أهل المدينة، وقيل: رفقًا بأهل الآفاق؛ لأن أهل

المدينة أقرب الآفاق إلى مكة؛ أي: ممن له ميقات معيّن، ذكره في "الفتح".

وقد نظم بعضهم هذه المواقيت في بيتين، فقال [من الكامل]:

عِرْقُ الْعِرَاقِ يَلَمْلَمُ الْيَمَنِ ... وَبِذِي الْحُلَيْفَةِ يُحْرِمُ الْمَدَنِي

لِلشِّامِ جَحْفَةُ إِنْ مَرَرْتَ بِهَا ... وِلأَهْلِ نَجْدِ قَرْنٌ فَاسْتَبِنِ

(قَالَ) - صلى الله عليه وسلم - (فَهُنَّ لَهُنَّ) أي: المواقيت المذكورة للجماعات المذكورة، أو

لأهلهنّ، على حذف مضاف.

وقال القاضي عياض - رَحِمَهُ اللهُ -: كذا جاءت الرواية في "الصحيحين" وغيرهما

عند أكثر الرواة، قال: ووقع عند بعض رواة البخاريّ، ومسلم: "فهنّ لهم"،

وكذا رواه أبو داود، وغيره، وكذا ذكره مسلم من رواية ابن أبي شيبة، وهو

الوجه؛ لأنه ضمير أهل هذه المواضع، قال: ووجه الرواية المشهورة، أن

الضمير في "لهنّ" عائد على المواضع، والأقطار المذكورة، وهي المدينة،

والشام، واليمن، ونجد؛ أي: هذه المواقيت لهذه الأقطار، والمراد لأهلها،

فحَذَف المضاف، وأقام المضاف إليه مقامه. انتهى (?).

وقال القرطبيّ - رَحِمَهُ اللهُ -: قوله: "هُنّ": ضمير جماعة المؤنث العاقل في

الأصل، وقد يعاد على مما لا يعقل، وأكثر ذلك في العشرة فما دونها، فإذا

جاوزوها قالوه بهاء المؤنث، كما قال تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا

عَشَرَ شَهْرًا} [التوبة: 36]، ثم قال: {مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ}، ثم قال: {فَلَا تَظْلِمُوا

فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ}؛ ومعنى ذلك الكلام: أنَّها محدودة؛ لا يتعداها أحد يريد

الإحرام بأحد النُّسُكَين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015