قال الجامع عفا اللَّه تعالى عنه: هذا الذي دلّت عليه هذه الرواية هو التفسير الصحيح لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "واصنع في عمرتك ما تصنع في حجتك"؛ لأن هذه الرواية بيّنت الاختصار الواقع في الحديث، فما قاله كلّ من ابن المنيّر، وابن بطّال، والنوويّ، والباجيّ، من التفسير مبنيٌّ على عدم انتباههم إلى هذه الرواية الموضحة للمراد من الحديث.

والحاصل أنه - صلى الله عليه وسلم - سأله عما كان يصنع في حجه بالنسبة للجبّة، والخلوق، فكأنه قال له: ماذا تصنع إذا أحرمت بالحجّ، وعليك جبة، وخلوق؟ فقال: أُبعدهما عنّي بالنزع، والغسل، فقال: "ما كنت صانعًا في حجك، فاصنعه في عمرتك"؛ أي: لأنه لا فرق بينهما في هذا، واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث يعلى بن أميّة - رضي الله عنه - هذا متّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [1/ 2798 و 2799 و 2800 و 2801 و 2802] (1180)، و (البخاريّ) في "الحج" (1536 تعليقًا و 1789 و 1848) و"المغازي" (4329) و"فضائل القرآن" (4985)، و (أبو داود) في "المناسك" (821 و 822 و 1819 و 1920)، و (الترمذيّ" في "الحجِّ " (835 و 836)، و (النسائيّ) في "المناسك" (5/ 130 و 142 - 143) وفي "الكبرى" (3648 و 3689 و 3690)، و (ابن ماجة) في "الديات" (2656)، و (مالك) في "الموطّإ" (1/ 328 - 329)، و (الشافعيّ) في "مسنده" (1/ 312 و 313)، و (الطيالسيّ) في "مسنده" (1323)، و (الحميديّ) في "مسنده" (790 و 791)، و (أحمد) في "مسنده" (4/ 222 و 224)، و (ابن الجارود) في "المنتقى" (447 و 449)، و (الطبرانيّ) في "الكبير" (22/ 654 و 655 و 656 و 657 و 658)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (3778 و 3779)، و (أبو نعيم) في "مستخرجه" (3/ 265 - 266)، و (الدارقطنيّ) في "سننه" (2/ 231)، و (البيهقيّ) في "الكبرى" (5/ 56 - 57)، و (البغويّ) في "شرح السنّة" (1979)، واللَّه تعالى أعلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015