الشهر ونقصانه، ويُرَجِّح الأول ما سبق في "كتاب الإيمان" بلفظ: "التمسوها في التسع، والسبع، والخمس"؛ أي في تسع وعشرين، وسبع وعشرين، وخمس وعشرين، وفي رواية لأحمد: "في تاسعة تبقى"، والله أعلم. انتهى (?).
وقوله: (فَالَّتِي تَلِيهَا ثِنْثَيْنِ وَعِشْرِينَ) قال النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ -: هكذا هو في أكثر النسخ: "ثنتين وعشرين" بالياء، وفي بعضها: "ثنتان وعشرون" بالألف والواو، والأول أصوب، وهو منصوب بفعل محذوف، تقديره أعني ثنتين وعشرين. انتهى.
قال الجامع عفا الله عنه: قوله: "والأول أصوب" فيه نظرٌ، بل الأصوب ما في بعض النسخ من رفع "ثنتان وعشرون"، كما هو ظاهر.
والحاصل أن لكلّ من الرفع والنصب وجه صحيح، إلَّا أن الرفع أوضح، فالرفع على أنه خبر "التي"، والنصب على ما ذكر هو، فتنبّه.
والحديث متّفقٌ عليه، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وبالسند المتّصل إلى الإمام مسلم بن الحجاج - رَحِمَهُ اللهُ - المذكور أولَ الكتاب قال:
[2775] (1168) - (وَحَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَهْلِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ الْكِنْدِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو ضَمْرَةَ، حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، وَقَالَ ابْنُ خَشْرَمٍ: عَن الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُنَيْسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "أُرِيتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، ثُمَّ أُنْسِيتُهَا، وَأَرَانِي صُبْحَهَا (?) أَسْجُدُ فِي مَاءٍ وَطِينٍ"، قَالَ: فَمُطِرْنَا لَيْلَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ، فَصَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَانْصَرَفَ، وَإِنَّ أَثَرَ الْمَاءِ وَالطِّينِ عَلَى جَبْهَتِهِ وَأَنْفِهِ، قَالَ: وَكَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُنَيْسٍ يَقُولُ: ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ (?)).