(فَلِي النَّارُ") أي فوجبت النار عليّ بسبب الامتناع عن امتثال الأمر، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان وعليه التكلان.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - هذا تفرّد به المصنّف رحمه الله تعالى.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا في "الإيمان" [37/ 251 و 252] (81)، و (ابن ماجه) في "الصلاة" (1052)، و (ابن خزيمة) في "صحيحه" (549)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (2759)، و (أحمد) في "مسنده" (2/ 443)، و (أبو عوانة) في "مسنده" (1/ 521)، و (أبو نعيم) في "مستخرجه" (1/ 159)، و (البغويّ) في "شرح السنّة" (653)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
1 - (منها): بيان إطلاق اسم الكفر على من ترك الصلاة، وهو وجه إيراد المصنّف رحمه الله تعالى له في "كتاب الإيمان"؛ لأنه يدلّ على نقيض الإيمان وهو الكفر.
2 - (ومنها): بيان فضل السجود لله تعالى، حيث يكون سببًا لدخول الجنّة.
3 - (ومنها): بيان شؤم التكبّر والإباء لأمر الله تعالى؛ فإنه سبب لحرمان الجنّة ودخول النار، وقد أخرج المصنّف رحمه الله تعالى من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه -، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقالُ ذَرّة من كِبْر"، قال رجل: إن الرجل يُحِبّ أن يكون ثوبه حسنًا، ونعله حسنةً، قال: "إن الله جميلٌ، يحب الجمال، الكبرُ بَطَرُ الحقّ، وغَمْطُ الناس".
4 - (ومنها): أن فيه إشارةً إلى قول الله سبحانه وتعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34)} [البقرة: 34].
قال القاضي عياض: قال المفسّرون: إنما كان سجود الملائكة لآدم عليه السلام تحيّةً، لا عبادةً له، وطاعةً لله تعالى، وقد كان فيما ذُكم قبلُ السجود للتحيّة مباحًا، وقيل ذلك في قوله تعالى: {وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا} [يوسف: 100] أي