من الصيام والإفطار، والاستمرار هو مستفاد من النفي الداخل على الماضي، والحديث وارد على هذا؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - حين عَزَم أن لا يصوم الشهر كله كان مترقباً أن يصوم بعضه، و"حتى" في قوله: "حتى مضى ... إلخ " غاية لما تقدمه من الْجُمَل كلها. انتهى كلام الطيبيّ -رَحِمَهُ اللهُ- بتصرّف (?)، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث عائشة - رضي الله عنها - من رواية عبد الله بن شقيق عنها من أفراد المصنّف -رَحِمَهُ اللهُ-.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [36/ 2717 و 2718 و 2719 و 2720 و 2721 و 2722 و 2723] (1156) و (782)، و (الترمذيّ) في "الصوم" (768)، و (النسائيّ) في "الصيام" (4/ 150 و 151 و 152 و 199 و 200) و"الكبرى" (2/ 84)، و (ابن ماجه) في "الصيام" (1710)، و (الطيالسيّ) في "مسنده" (1497)، و (أحمد) في "مسنده" (6/ 157 و 171 و 227 و 242)، و (ابن خزيمة) في "صحيحه" (2077)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (3580)، و (ابن راهويه) في "مسنده" (3/ 703)، و (أبو عوانة) في "مسنده" (2/ 268)، و (أبو نعيم) في "مستخرجه" (3/ 231)، و (البيهقيّ) في "الكبرى" (4/ 292)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
1 - (منها): بيان هدي النبيّ صلى الله عليه وسلم - في صيامه في غير رمضان.
2 - (ومنها): استحباب أن لا يُخلي الإنسان أيّ شهر من الشهور عن الصوم فيه.
3 - (ومنها): بيان أن صوم النفل غير مختصّ بزمان معيّن، بل كل السنة صالحة له، إلا رمضان، والعيد، والتشريق.
4 - (ومنها): بيان ما كان عليه السلف من شدّة طلبهم للعلم، وشدّة