دون النفل، وهو رواية ابن وهب عن مالك، ويرُدّه حديث عمرو بن ميمون، عن عائشة - رضي الله عنها -: أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - كان يقبّل في شهر الصوم، رواه مسلم وغيره، وفي رواية له: كان يقبّل في رمضان، وهو صائم.
فاحتَجَّ من أباح مطلقاً بهذا الحديث، وقال: الأصل استواء المكلفين في الأحكام، وأن أفعاله - صلى الله عليه وسلم - شَرْع يُقْتَدى به فيها.
واحتَجَّ من كره مطلقاً (?) بأن غيره - صلى الله عليه وسلم - لا يساويه في حفظ نفسه عن المواقعة بعد ميله إليها، فكان ذلك أمراً خاصًّا به، ويدل لذلك قولها: "وأيكم كان أملك لإربه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ ".
وَيرُدّه ما في "صحيح مسلم" وغيره عن عُمَر بن أبي سلمة، أنه سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أيقبّل الصائم؟ فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "سل هذه" لأم سلمة، فأخبرته أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصنع ذلك، فقال: يا رسول الله، قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أما والله، إني لأتقاكم لله، وأخشاكم له".
فهذا صريح في أن ذلك ليس من خصائصه - صلى الله عليه وسلم -، قال وليّ الدين -رَحِمَهُ اللهُ-: