وهي مصدر أكل أكلة، كضرب ضَرْبَة، والمراد بها أكلُ ذلك الوقت، وقد روي أُكلة بضم الهمزة، وفيه بُعْدٌ؛ لأن الأُكلة بالضمّ هي اللُّقْمة، وليس المراد أن المتسحّر يأكل لقمة واحدة، ويصحّ أن يقال: إنه عبّر عما يُتَسحّر به باللقمة لققته. انتهى كلام القرطبيّ (?).
وهذا الحديث يدل على أن السحور من خصائص هذه الأمة، ومما خُفّف به عنهم، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- من أفراد المصنّف رحمه الله.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنف) هنا [9/ 2550 و 2551، (1096)، و (أبو داود) في "الصوم" (2343)، و (الترمذيّ) في "الصوم" (709)، و (النسائيّ) في "الصيام" (4/ 46) و"الكبرى" (2/ 80)، و (عبد الرزّاق) في "مصنّفه" (7602)، و (ابن أبي شيبة) في "مصنّفه" (3/ 8)، و (أحمد) في "مسنده" (4/ 202)، و (الدارميّ) في "سننه" (6/ 2)، و (ابن خزيمة) في "صحيحه" (1940)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (3477)، و (أبو عوانة) في "مسنده" (2/ 179)، و (الطبرانيّ) في "الأوسط " (3/ 305) و"مسند الشاميين" (1/ 154)، و (عبد بن حميد) في "مسنده" (1/ 121)، و (أبو نعيم) في "مستخرجه" (171)، و (البغويّ) في "شرح السنّة" (1729)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
1 - (منها): بيان استحباب السُّحور.
2 - (ومنها): بيان أن الصوم شريعة قديمة، فُرض على أهل الكتاب، وهو ما دلّ عليه الكتاب، قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)} [البقرة: 183].