الرواية الثالثة: "لا يغرّنكم من سحوركم أذان بلال" (وَلَا هَذَا الْبَيَاضُ) وفي الرواية التالية: "ولا البياض -لعمود الصبح-"، وفي رواية: "ولا بياض الأفق المستطيلُ هكذا حتى يستطير هكذا" وحكاه حمّاد بيديه، قال: يعني معترضًا.
والمعنى: ولا يمنعكم البياض الذي يَصْعَد إلى السماء، وتسميه العرب ذَنَب السِّرْحان، وبطلوعه لا يدخل وقت الصبح، وهو الفجر الكاذب، يَطْلُع أوّلًا مستطيلًا إلى السماء، ثم يغيب، وبعد غيبوبته بزمان يسير يظهر الفجر الصادق، قيل: وفائدة ذكره بيان أن ما بعده من الليل، وأن بلالًا ربما أَذَّن بعده مع كونه كان يؤذن بليل، هكذا قيل، قال القاري: والأظهر أنه لما قال الله تعالى: {مِنَ الْفَجْرِ} وهو مجملٌ بَيَّنه النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بأن المراد به المستطير، لا المستطيل. انتهى (?).
(حَتَّى يَسْتَطِيرَ") أي إلى أن ينتشر البياض في أفق المشرق، وفي رواية شعبة: "ولا هذا البياض حتى يبدو الفجر، أو قال: حتى ينفجر الفجر"، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث سَمُرة بن جُندُب -رضي الله عنه- هذا من أفراد المصنف رحمه الله.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [8/ 2544 و 2545 و 2546 و 2547 و 2548، (1094)، و (أبو داود) في "الصوم" (2346)، و (الترمذيّ) في "الصوم" (706)، و (النسائيّ) في "الصيام" (4/ 148) و"الكبرى" (2/ 81)، و (أحمد) في "مسنده" (7/ 5 و 9 و 13 و 18)، و (ابن خزيمة) في "صحيحه" (1929)، و (الطبرانيّ) في "الكبير" (7/ 236)، و (الدارقطنيّ) في "سننه" (2/ 167)، و (الحاكم) في "المستدرك" (1/ 588)، و (أبو عوانة) في "مسنده" (2/ 184)، و (أبو نعيم) في "مستخرجه" (3/ 170) وفوائده تقدّمت قريبًا، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.