على أخذ الصدقة الفريضة، فقول النبيّ - صلى الله عليه وسلم - لأبي رافع: "إنا لا تحل لنا الصدقة" كان جواباً على الصدقة التي كان الجواب من أجلها.

(2351) - وفي خبر الحسن بن عليّ: أخذت تمرة من تمر الصدقة، إنما كان ذلك التمر من العشر، أو من نصف العشر الصدقة التي يجب في التمر.

(2352) - وفي خبر عبد المطلب بن ربيعة، ومصيره مع الفضل بن عباس إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، ومسألتهما إياه استعمالهما على الصدقة، وإعلام النبيّ - صلى الله عليه وسلم - إياهما أن هذه الصدقة إنما هي أوساخ الناس، ولا تحل لمحمد، ولا لآل محمد، وإنما كانت مسألتهما استعمالهما على الصدقات المفروضات، فقوله - صلى الله عليه وسلم - في إجابته إياهما: "إن هذه الصدقة - أي التي سألتهماني أستعملكما عليها -إنما هي أوساخ الناس، ولا تحل لمحمد، ولا لآل محمد".

(76) "باب ذكر الدلائل الأخرى على أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - إنما أراد بقوله: "إن الصدقة لا تحل لآل محمد" صدقة الفريضة دون صدقة التطوع".

(2353) - قال أبو بكر: في خبر عروة، عن عائشة، أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا نورث، ما تركنا صدقة، إنما يأكل آل محمد من هذا المال"، فالنبيّ - صلى الله عليه وسلم - قد خبّر أن لآله أن يأكلوا من صدقته؛ إذ كانت صدقته ليست من الصدقة المفروضة.

وفي خبر حُذيفة، وجابر بن عبد الله، وعبد الله بن يزيد الخطميّ - رضي الله عنهم - عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "كل معروف صدقة"، فلو كان المصطفى - صلى الله عليه وسلم - أراد بقوله: "إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة" تطوعاً وفريضةً، لم تحل أن تصطنع إلى أحد من آل محمد النبيّ - صلى الله عليه وسلم - معروفاً؛ إذ المعروف كله صدقة بحكم النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، ولو كان كما توهّم بعض الجهال، لَمَا حَلّ لأحد أن يُفرخ من إنائه في إناء أحد، من آل النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ماء؛ إذ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قد أعلم أن إفراغ المرء من دلوه في إناء المستسقي صدقةٌ، ولَمَا حَلّ لأحد من آل النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أن ينفق على أحد من عياله إذا كانوا من آله؛ لأن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قد خبّر أن نفقة المرء على عياله صدقة.

(2354) - حدّثنا الحسين بن الحسن، أخبرنا المقفيّ عبد الوهاب، حدّثنا أيوب، عن عمرو بن سعيد، عن حميد بن عبد الرحمن الحميريّ، قال: حدّثني ثلاثة من بني سعد بن أبي وقاص، كلهم يحدّثه عن أبيه، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

طور بواسطة نورين ميديا © 2015