5 - (قَتَادَةُ) بن دِعامة السَّدُوسيّ، أبو الخطّاب البصريّ، ثقةٌ ثبتٌ، مدلّسٌ، من كبار [4] (ت 117) (ع) تقدم في "المقدمة" 6/ 70.
6 - (أَنَسُ) بن مالك بن النضر الأنصاريّ النجّاريّ الصحابيّ الخادم المشهور، مات سنة (2 أو 93) (ع) تقدم في "المقدمة" 2/ 3.
[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد أنه من رباعيّات المصنّف رحمهُ اللهُ، وهو (150) من رباعيّات الكتاب.
وقوله: ("يَهْرَمُ ابْنُ آدَمَ) بفتح حرف المضارعة، والراء، يقال: هَرِمَ هَرَمًا، من باب تَعِبَ، فهو هَرِمٌ: كبِرَ، وضَعُفَ، وشُيُوخٌ هَرْمَى، مثلُ زَمِنٍ وزَمْنَى، وامرأةٌ هَرِمةٌ، ونسوة هَرْمَى، وهَرِمَاتٌ أيضًا، والْمَهْرَمةُ مثلُ الْهَرَمِ، ومنه قولهم: تركُ العَشَاء مَهْرَمةٌ، ويعدّى بالهمزة، فيقال: أهرمه: إذا أضعفه، قاله الفيّوميّ رحمهُ اللهُ (?).
وقوله: (وَتَشِبُّ) بفتح أوله، وكسر ثالثه، يقال: شَبَّ الصبيّ يَشِبّ، من باب ضَرَبَ شَبَابًا، وشَبِيبة، وهو شابّ، وذلك سنّ قبل الكُهُولة، وقومٌ شُبّان، مثلُ فارس وفُرْسان، والأنثى شابّة، وجمعها شوابُّ، مثلُ دابّة ودوابّ (?).
وقوله: (اثْنَتَانِ) تقدّم أنه إنما أنّث "اثنتان" مع كون "الحرص" مذكّرًا بتأويله بخصلتان.
وفي رواية البخاريّ: "يكبر ابن آدم، ويكبر معه اثنان: حب المال، وطول العمر".
وقال في "العمدة": قوله: "يَكْبَرُ" بفتح الباء الموحدة؛ أي يطعن في السن، قوله: "ويَكْبُرُ معه" بضم الباء؛ أي يَعْظُم، ولو صحت الرواية في الكلمة الثانية بالفتح، فالتوفيق بينه وبين الحديث السابق الذي ذكر فيه الشباب، أن المراد بالشباب الزيادة في القوّة، وبالْكِبَر الزيادة في العدد، فذاك باعتبار الكيف، وهذا باعتبار الكمّ، قالوا: التخصيص بهذين الأمرين، هو أن أحب الأشياء إلى ابن آدم نَفْسُهُ، فاحب بقاءها، وهو العمر، وسبب بقائها، هو المالُ، فإذا أحسّ بقرب الرحيل قَوِيَ حبة لذلك، كما قيل: