"مسنده" (1/ 312)، و (أحمد) في "مسنده" (2/ 260 و 316 و 395 و 469 و 493)، و (الدارميّ) في "سننه" (1615)، و (ابن خزيمة) في "صحيحه" (2363)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (8/ 92 و 139)، و (أبو نعيم) في "مستخرجه" (3/ 107)، و (الطبرانيّ) في "الأوسط" (9/ 30)، و (أبو يعلى) في "مسنده" (11/ 220 و 265)، و (البيهقيّ) في "الكبرى" (4/ 195 و 7/ 11)، و (البغويّ) في "شرح السنّة" (1603)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
1 - (منها): بيان معنى المسكين الذي ذكره الله عز وجل بقوله: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ} الآية [التوبة: 60].
2 - (ومنها): أن المسكنة إنما تُحمد مع العفّة عن السؤال، والصبر على الحاجة.
3 - (ومنها): استحباب الحياء في كلّ الأحوال.
4 - (ومنها): أن فيه دليلًا لمن يقول: إن الفقير أسوأ حالًا من المسكين، وأن المسكين الذي له شيء، لكنه لا يكفيه، بخلاف الفقير فإنه الذي لا شيء له، كما سيأتي توجيهه، إن شاء الله تعالى.
5 - (ومنها): حسن الإرشاد لوضع الصدقة، وأن يُتحرّى وضعها فيمن صفته التعفّف، دون الإلحاح، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
(المسألة الرابعة): في اختلاف أهل العلم في الفرق بين الفقير والمسكين: قال العلّامة أبو عبد الله القرطبيّ رحمه الله في "تفسيره": واختلف علماء اللغة، وأهل الفقه في الفرق بين الفقير والمسكين على تسعة أقوال:
(الأول): ما ذهب إليه يعقوب بن السّكّيت، والْقُتَبيّ، ويونس بن حبيب من أنّ الفقير أحسن حالًا من المسكين، قالوا: الفقير هو الذي له بعض ما يكفيه، ويُقيمه، والمسكين الذي لا شيء له، واحتجّوا بقول الراعي [من البسيط]:
أَمَّا الْفَقِيرُ الَّذِي كَانَتْ حَلُوبَتُهُ ... وَفْقَ الْعِيَالِ فَلَمْ يُتْرَكْ لَهُ سَبَدُ