وجب عليه إخراج الزكاة، ويُحَصِّل كفايته من جهة مباحة. انتهى (?).

وقال القرطبيّ رحمه الله: قوله: "ولا تلام على كَفَاف" يُفهم منه بحكم دليل الخطاب أن ما زاد على الكفاف يتعرّض صاحبه للذّمّ. انتهى (?).

(وَابْدَأْ) أي ابتدئ في إعطاء الزائد على قدر الكفاف (بِمَنْ تَعُولُ) أي بمن تمونه، وتلزمك نفقته، وقال النوويّ: معنى "ابدأ بمن تعول" أن العِيَال والقرابة أحقّ من الأجانب، وقد سبق. انتهى.

(وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى") تقدّم شرح هذه الجملة مستوفًى في الحديث الماضي أول الباب، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث أبي أمامة الباهليّ -رضي الله عنه- هذا من أفراد المصنّف رحمه الله.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [33/ 2388] (1036)، و (الترمذيّ) في "الزهد" (2343)، و (الطيالسيّ) في "مسنده" (1/ 40)، و (أحمد) في "مسنده" (5/ 262)، و (البيهقيّ) في "الكبرى" (4/ 182 و 198)، و (الطبريّ) في "تفسيره" (2/ 366) و"تهذيب الآثار" (1/ 46 و 87)، و (الشاشيّ) في "مسنده" (2/ 175)، و (أبو نعيم) في "مستخرجه" (3/ 106)، والله تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): في فوائده:

1 - (منها): بيان أفضليّة بذل المال الفاضل عن حاجة الإنسان.

2 - (ومنها): بيان ذمّ إمساك ما فضل عن الحاجة.

3 - (ومنها): بيان أن الإنسان لا يُلام عن إمساكه كَفَافه؛ لأنه يكفّ به وجهه وعياله عن ذلّ السؤال.

4 - (ومنها): وجوب بدء الإنسان في الصدقة بمن يعولهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015