الياء وتخفيفها، وفي الرواية التالية: "قال عوفٌ: فتمنّيتُ أن لو كنت أنا الميت؛ لدعاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ذلك الميت".
[فإان قلت]: صحّ عنه النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أنه نهى عن تمنّي الموت، فقد أخرج الشيخان عن أنس - رضي الله عنه - مرفوعًا: "لا يتمَنَّيَنَ أحدٌ منكم الموت؛ لضرٍّ نزل به ... " الحديث، فكيف تمنّاه عوف - رضي الله عنه - هنا؟ .
[قلت]: هذا ليس من باب تمنّي الموت؛ لأنه لا يلزم من تمنّيه دعاءَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أن يتمنّى الموت؛ إذ المراد تمنّي دعائه - صلى الله عليه وسلم - إذا جاءه الموت عند انقضاء أجله، لا أنه يتمنّى الموت الآن، فافهم، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث عوف بن مالك هذا من أفراد المصنّف رحمه الله.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [25/ 2232 و 2233 و 2234] (963)، و (الترمذيّ) في "الجنائز" (1925)، و (النسائيّ) في "الجنائز" (62 و 1983 و 1984) و"الكبرى" (2110 و 2111) وفي "عمل اليوم والليلة" (1087)، و (ابن ماجه) في "الجنائز" (1500)، و (أحمد) في "مسنده" (6/ 23 و 28)، و (أبو نعيم) في "مستخرجه" (3/ 43 - 44)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
1 - (منها): بيان مشروعيّة الدعاء في صلاة الجنازة، وهو معظم مقصودها.
2 - (ومنها): مشروعية الصلاة على الجنازة، وقد تقدّم البحث عنه مستوفًى.
3 - (ومنها): استحباب هذا الدعاء.
4 - (ومنها): أن فيه إشارة إلى الجهر بالدعاء في صلاة الجنازة، قال النوويّ رحمه الله: وقد اتفق أصحابنا على أنه إن صلّى عليها بالنهار أسرّ بالقراءة، وإن صلى بالليل ففيه وجهان، الصحيح الذي عليه الجمهور: يسرّه، والثاني: