ويستريح من العناء. انتهى (?)، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث عائشة - رضي الله عنها - هذا مُتَّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [10/ 2161 و 2162] (935)، و (البخاريّ) في "الجنائز" (1299 و 1305 و 4263)، و (أبو داود) في "الجنائز" (3122)، و (النسائيّ) في "الجنائز" (1847) و"الكبرى" (1974)، و (أحمد) في "مسنده" (23792 و 25831)، و (أبو نعيم) في "مستخرجه" (2086 و 2087)، والله تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): في فوائده:

1 - (منها): بيان النهي عن البكاء على الميت، وقد تقدّم أن مثل هذا محمول على ما إذا اشتمل البكاء على المحظور من النوح وقبيح القول والفعل.

2 - (ومنها): جواز الجلوس للعزاء بسكينة ووقار، وقد ترجم الإمام البخاريّ - رَحِمَهُ اللهَ - في "صحيحه" على هذا الحديث بقوله: "باب من جلس عند المصيبة، يُعرَف فيه الحزن"، قال الزين ابن الْمُنَيِّر - رَحِمَهُ اللهُ - ما ملخّصه: موقع هذه الترجمة من الفقه أن الاعتدال في الأحوال هو المسلك الأقوم، فمن أصيب بمصيبة عظيمة، لا يُفْرِطُ في الحزن حتى يقع في المحذور، من اللَّطْم، والشَّقّ، والنَّوْح، وغيرها، ولا يُفَرِّطُ في التجلّد، حتى يفضي إلى القسوة، والاستخفاف بقدر المصاب، فيَقتدِي به - صلى الله عليه وسلم - في تلك الحالة، بأن يَجلِس المصاب جلسة خفيفةً بوقار، وسكينة، تظهر عليه مخايل الحزن، وُيؤذن بأن المصيبة عظيمة.

ثم ترجم البخاريّ - رَحِمَهُ اللهَ - بعد هذا "باب من لَمْ يُظهِر حزنه عند المصيبة"،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015