فيهما، فيقال: يومٌ عاصفٌ، كما يقال: باردٌ؛ لوقوع البرد فيه. انتهى (?).

وقولها هنا: "إذا عصفت الريح"، وهو شدّة هُبوبها، وفي رواية أبي يعلى بلفظ: "إذا هاجت ريح شديدة" يدلّ على خروج الريح الخفيفة، فتنبّه، والله تعالى أعلم.

(قَالَ) - صلى الله عليه وسلم -: ("اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا) أي: خير ذاتها (وَخَيْرَ مَا فِيهَا) أي: من منافعها (وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ) أي: بخصوصها في وقتها، وهو مبنيّ للمفعول، ويجوز أن يكون مبنيًّا للفاعل، قال الطيبيّ -رَحِمَهُ اللهُ-: يَحْتَمِل الفتح على الخطاب، و"شرّ ما أرسلت به" على بناء المفعول، ليكون من قبيل قوله تعالى: {أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِم}، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "الخير كلّه في يديك، والشرّ ليس إليك". انتهى (?).

وتعقّب ابن حجر الهيتميّ في "شرح المشكاة" ما قاله الطيبيّ، فقال: هذا تكلّف بعيد لا حاجة إليه، فـ"أرسلت" مبنيّ للمفعول فيهما، كما هو المحفوظ، أو للفاعل. انتهى (?).

وقوله: (وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا فِيهَا، وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ") قال القاري في شرح "المشكاة": على بناء المفعول في جميع النسخ، وكتَبَ ميرك فوقه "صحّ " إشارةً إلى عدم الخلاف. انتهى (?).

وأخرج أبو يعلى بإسناد صحيح عن قتادة، عن أنس - رضي الله عنه - أن النبيّ- صلى الله عليه وسلم - كان إذا هاجت ريح شديدة قال: "اللهم إني أسألك من خير ما أُمِرتّ به، وأعوذ بك من شر ما أُمرت به".

وفي الباب عن أبي هريرة، عند أبي داود، والنسائيّ، وعن ابن عباس، عند الطبراليّ، وعن غيرهم، قاله في "الفتح" (?).

(قَالَتْ) عائشة - رضي الله عنها -: (وَإِذَا تَخَيَّلَتِ السَّمَاءُ) أي: تهيّأت السحاب للمطر،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015