النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، من كبار التابعين، مجمَع على ثقته [2] (ت 68، (ع) تقدّم في "شرح المقدّمة" ص 2 ص 473.
و"عائشة" - رضي الله عنها - ذُكرت قبله.
وقوله: (قَالَتْ لِلَعَّابِينَ) اللام الأولى لام الجرّ، والثانية مفتوحة مخفّفةٌ، والعين مشدّدة مفتوحة: صيغة مبالغة في اللعب، والمعنى أنها قالت لأجل جماعة كثيري اللعب؛ أي: من أجلهم، وبخصوصهم: "ودِدتُ أني أراهم".
وقولها: (وَدِدْتُ أَنِّي أَرَاهُمْ) بفتح الواو، وكسر الدال الأولى، يقال: وَدِدتُه أَوَدُّه، من باب تَعِبَ وُدًّا بفتح الواو وضمّها: إذا أحببته، والاسم المودّةُ، وودِدتُ لو كان كذا أَوَدُّ أيضاً وُدًّا، ووَدَادَةً بالفتح: تمنّيته، وفي لغة: وَدَدتُ أَوَدُّ بفتحتين، حكاها الكسائيّ، وهو غلطٌ عند البصريين، وقال الزجّاج: لم يقل الكسائيّ إلا ما سَمِعَ، ولكنّه سمِعه ممن لا يُوثق بفصاحته، أفاده الفيّوميّ -رَحِمَهُ اللهُ- (?).
وقوله: (قَالَ عَطَاءٌ: فُرْسٌ، أَوْ حَبَشٌ، قَالَ: وَقَالَ لِي ابْنُ عَتِيقٍ (?): بَلْ حَبَشٌ).
قال النوويّ -رَحِمَهُ اللهُ-: قوله: "قال عطاء: فرسٌ أو حبشٌ ... إلخ " هكذا هو في كلّ النسخ، ومعناه أن عطاء شكّ، هل قال: هم فُرْسٌ، أو حَبَشٌ؟ بمعنى هل هم من الفرس، أو من الحبشة؟ وأما ابن عتيق فجزم بأنهم حبش، وهو الصواب.
قال القاضي عياض: وقوله: "قال ابن عتيق" هكذا هو عند شيوخنا، وعند الباجيّ: وقال لي ابن عُمير، قال: وفي نسخة أخرى: "قال لي ابن أبي عتيق"، قال صاحب "المشارق"، و"المطالع": الصحيح ابن عُمير، وهو عُبيد بن عُمير المذكور في السند على الصواب. انتهى (?).
قال الجامع عفا الله عنه: وعلى الصواب وقع عند أبي نعيم في "مستخرجه"، حيث قال: "قال عطاء: فُرسٌ، أو حبش؛ قال لي ابن عُمير: بل حبش". انتهى. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وبالسند المتّصل إلى الإمام مسلم بن الحجاج -رَحِمَهُ اللهُ- المذكور أولَ الكتاب قال:
[2069] (893) - (وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ عَبْدٌ: