بابن الحايك "ت 334هـ/ 945م" ونذكر في هذا الشأن أبا الريحان البيروني "433هـ/ 1041م" ومحمد بن أحمد الإدريسي "ت 560هـ/ 1164م" وهبة الله بن ملكا البغدادي، وقد أشار كل من نيكولا كوبرنيكوس "ت 950هـ/ 1543م" ويوهان كبلر "1040هـ/ 1630م" إلى أنهما تلقيا علمهما في هذا المجال من علماء العرب والمسلمين، كما استخدم كل من جاليليو "ت 1052هـ/ 1642م" وإسحاق نيوتن نظريات كل من الهمداني والبيروني والخازني والإدريسي وهبة الله بن ملكا البغدادي في التجارب العلمية في حقل الجاذبية الأرضية1.
أما في فرع البصريات فقد لقب ابن الهيثم بأبي البصريات، بعد أن وضع كتاب "المناظر" وفي هذا الشأن يقول غوستاف جرونيباوم: " ... بز العرب بالبصريات أساتذتهم الإغريق بأوضح صورة" ويذكر جهود ليوناردو فيوباكي "النصف الأول من القرن الثالث عشر" بأنه رجل أسعفه الحظ بأن أخذ من المعلمين المسلمين في شمالي إفريقيا2.
كان علم الفلك "علم الهيئة" أو "علم النجوم" أو "علم الفلك" لدى العرب والمسلمين علما استقرائيا، حولوه من الحيز النظري إلى مجال التجريب العلمي العملي، قدموا أدلة ناطقة على كرية الأرض3، واكتشفوا حركتها حول الشمس قبل كوبرنيكوس "ت 955هـ/ 1548م" بعدة قرون، ووصلوا إلى قياس محيط الأرض بما يقرب من الرقم الحقيقي، الذي حسب بوساطة الحاسب الآلي والأقمار الصناعية، وما تزال معادلة البيروني في حساب محيط الأرض مستعملة حتى الآن، في الشرق والغرب، كما أن كثيرا من النجوم ما تزال تحمل أسماء عربية: سهيل، الجوزاء، النسر، مما يشير إلى تأثير الحضارة العربية في الحضارة الغربية المعاصرة في مجال الفلك.