المتصلة بالموضوع الذي يريد الباحث أن يدرسه، ولا تقفه هذه القراءة على كثير من المصادر فحسب، بل تقفه أيضا على من كتبوا في موضوعه، أو ما يمت إليه بصلة وقد ينفذ إلى معرفة حركات واتجاهات في حاجة إلى بحث جديد، وقد يجد في هذه الكتابات تنبيها إلى دراسة مشكلات لم يكن متنبها إليها، كما قد يتنبه إلى أكثر من المصادر الأساسية وغير الأساسية.
ومما ينبغي أن يتحاشاه الباحث أن يعني بموضوع يفتقر إلى لغة لا يتقنها إتقانا تاما، ومن هذا القبيل المصادر التاريخية المتأخرة في عصر المماليك، فإنها تحمل مصطلحات تركية كثيرة، على نحو ما يتضح في الجزأين "الثاني عشر والثالث عشر" من النجوم الزاهرة" لابن تغري بردي، ومما يتصل بذلك كثرة المصطلحات العلمية، فإذا لم يفهم الباحث المصطلحات فهما دقيقا اضطرب فهمه لما يبحثه، لهذا حري بالباحث أن يبتعد عن مثل هذه الموضوعات التي سيجد عثرات في مصادرها.
تشير إلى خطأ يرد لدى الباحثين، وهو أنهم يجدون في بحث سابق لهم إشارة إلى مصدر فيأخذون هذا المصدر عنه، ورقم صفحته دون الاطلاع عليه، أو مراجعة له، أو الوقوف على ما قد يقع فيه من تحريف في رقم الصفحة، وقد يعمد الباحث إلى كتاب مزود بكثير من النصوص والمصادر، يتنقل منها بما في ذلك ما يوجد فيها من استنباطات، مما يجعل سمة بحثه أنه ترداد وليس إبداعا وأصالة، فالغرض من البحث أن يستنبط الباحث من مجموع ما يقرأ قضايا وأفكارا جديدة، وليس الهدف منه أن يدل الباحث على كثرة ما قرأ من المصادر المتصلة مباشرة بالبحث وغير المتصلة، إن الغرض الحقيقي من البحث هو استنباط نظرية لم يسبق إلى استنباطها أحد، وليس حشد المصادر مما يخرج الباحث أحيانا عن غايته ومهمته.
لعل فيما قدمناه ما يوضح أهمية استخدام المصادر والانتفاع بها، فليس يكفي أن نجمعها بل لا بد من أن نحسن الإفادة منها أكبر فائدة، ولعل في تقويم الباحث للمرجع ما يعينه على الإفادة منه، ويشمل تقويم المرجع ما يلي: