وكذلك الأمر لو كان البحث رسالة يتقدم بها طالب للحصول على درجة علمية مثل درجة التخصص "الماجستير" أو درجة العالمية "الدكتوراه" فالطالب يقسم موضوع رسالته إلى فصل فقط، أو إلى أبواب تضم من خلالها فصولا تتلائم مع فكرة كل باب فيها.
وقد يكون البحث مقالة، وعلى الكاتب هنا أن يلتزم التركيز والإيجاز والدقة والإشارة، بلا تقسيم للمقالة إلى أبواب أو إلى فصول، وإن قسمها إلى أفكار وعناصر من خلال مقدمة وعرض ونتيجة مرتبة على أفكار نامية؛ لينتهي إلى الحقيقة التي ينشدها في مقاله، ويوضح مكنونها لقرائه.
وقد يكون البحث موسوعة، وعلى الباحث هنا أن يتناول موضوعه في أجزاء كثيرة تتسع له، وقد تربو أجزاء الموسوعة فوق العشرين جزءا، وكل جزء بدوره يعتمد على فصول فقط، أو على أبواب تندرج تحتها فصول، على النحو السابق في الكتاب.
وتعد الموسوعة دائرة معارف لتنوع أفكارها وشمول تراكيبها، فالبحث الدقيق يعتمد على فكرة جزئية أو يقوم على موضوع محدد يسبره الباحث، ويكشف جوانبه، أما الموسوعة فإنها تشمل موضوعات غزيرة متألفة لأدنى ملابسة، وتضم قضايا شتى موصولة بأسباب واهية قريبة أو بعيدة.
وقد يكون البحث تحقيقا لنص أدبي أو لمخطوط من كتب التراث العربي القديم، فيكون الباحث على بصيرة تامة ووعي دقيق بكيفية التحقيق ووسائله المختلفة، وعلى خبرة واسعة بالخطوط والمؤلفات القديمة ومناهج الكتاب والمعاجم والتراجم، وتاريخ الأدب ومراحله، والعصور الأدبية ورجالها وأعلامها، ودور الكتب والنشر وخزائن المخطوطات، ودورها في جميع أنحاء العالم، وتلك مهمة شاقة، تحتاج إلى وقت طويل وجهد متواصل، في صبر ودأب حتى يتسم العمل بالجدة والأمانة، والبحث العلمي الدقيق.