فن رثاء الحضارات عند البحتري، أو الموسيقى في شعره أو التزامه بعمود الشعر، أو يختار من ابن الرومي القصص الشعري عنده -أو الفكرة- أو الوحدة الفنية في نتاجه الشعري، وهكذا ترى أن الشاعر الواحد قد يكون نتاجه الأدبي صالحا لعدة موضوعات.

رابعا: وعلى الباحث أن يختار موضوعه من مكان معين وإقليم محدد، فنرى بعض الباحثين يختار الغزل في عصر بني أمية، ودولة بني أمية واسعة ممتدة الأطراف، تشمل الحجاز والشام والعراق ومصر، ولم يكن الغزل يتصف بسمات واحدة، بل كان للحجاز غزل يختلف عن غزل العراق، وعن غزل أهل الشام، وهكذا ... ولذلك ينبغي على الباحث أن يختار الغزل لإقليم واحد مثل إقليم الحجاز، بل يضيق بموضوعه أكثر من هذا؛ فيختار الغزل عند شاعر واحد فقط مثل الغزل عند عمر بن أبي ربيعة، بل ينزل في التحديد أكثر؛ فيحدد نوع الغزل: الغزل الماجن مثلا، أو الغزل العذري أو غير ذلك؛ لأن الموضوع كلما ضاق وانحسر كان أكثر صلاحية للبحث وطواعية للدراسة، وإفادة للغير، وإثراء للإنتاج الأدبي.

خامسا: أن يراعى الباحث وفرة المراجع والمصادر للموضوع الذي يختاره، بحيث تعينه على تكوين رسالة علمية لها قيمتها من حيث الكيف، والوصول إلى نتائج قوية لا من حيث الكم وعدد الصفحات.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015