اختلف النقاد في تحديد مفهوم المقالة، فقد وضعوا لها تعاريف تدل على مدى فهم الناقد لها ودرجة شموله لجزئياتها. فقد وردت تعريفات لها مختلفة؛ فنراهم يقولون أنها قطعة مؤلفة متوسطة الطول، وتكون عادة منشورة في أسلوب يمتاز بالسهولة والاستطراد، وتعالج موضوعا من الموضوعات وكأنها تعالجه -على وجه الخصوص- من ناحية تأثر الكاتب به1 وجاء في فنون الأدب2: أنها في صميمها قصيدة وجدانية سيقت نثرا، لتتسع لما لا يتسع له الشعر المنظوم.. وأن الأسلوب الجيد في المقالة يجب أن يكون ذاتيا لا ينبني على أساس عقلي ولا يبسط حقائق موضوعية.
وغير ذلك من مفاهيم لها، ونقادنا المحدثون يصفونها بقولهم: إنها قطعة نثرية محدودة الطول والموضوع، تكتب بطريقة عفوية سريعة، خالية من التكلف والرهق، وشرطها الأول أن تكون تعبيرا صادقا عن شخصية الكاتب3.
ويرى العقاد أنها تكتب على نمط المناجاة والأسمار وأحاديث الطرق بين الكاتب وقرائه، وأن يكون فيها لون من ألوان الثرثرة أو الإفضاء بالتجارب الخاصة والأذواق الشخصية4.
أو أنها كلام ليس المقصود به التعمق والتركيز، وهي في مدلولها الحديث ثرثرة بليغة محببة، يبدأ صاحبها ولا يعرف كيف ينتهي5، أو أنها لا تستوفي الحقائق كلها وإنما يختار