وأن ينسق بين الألفاظ في صياغة مشرقة مألوفة، حتى لا يتصف أسلوبه بالقلق أو التعقيد، الذي يقوم على سوء الترتيب بين الألفاظ والعبارات، وحينئذ يختفي المعنى، وتضل الفكرة طريقها الواضح، الذي ينبغي أن يكون.
وليس من منهجنا هنا أن يتعلم الباحث قواعد اللغة وعلم الاشتقاق وعلم النحو، ونعرض علوم البلاغة وغير ذلك، وإنما ينبغي أن نذكر الباحث قبل أن يخوض التجربة العلمية والأدبية أن يكون قد درس هذه العلوم وروض نفسه عليها مرارا، وتسلح بوسائلها المختلفة حتى تصير هذه العلوم سليقة وطبيعة في نفسه كاللعاب الذي يسيل في فمه، وكالأنفاس التي تتردد في صدره، وإلا عليه منذ البداية أن ينصرف عن البحث العلمي إلى طريق آخر يجيد صنعته.
وهذه العلوم لها مصادرها المعروفة والمشهورة في تراثنا العربي لا يستغني الباحث عنها في مكتبته التي تلازمه كالماء والهواء.
أما القواعد التي يحتاجها الباحث في كتابنا هذا يرجع إلى تحرير الكلمة أثناء الكتابة لكي تكون صحيحة في صورتها الخطية كما نطق بها البحث، فتقرأ كما نطقها، حتى لا يختلط المراد ولا تحتجب الفكرة عن القارئ، وتحرير الكلمة أثناء الكتابة هو الضوابط العامة لرسم الحروف على أساس مستمد من قواعد الرسم الإملائي وأحكامه، التي اشتهرت عند العلماء، وأصبحت موضوع اتفاق بينهم، أو تسير على الرأي الراجح حين تعدد الآراء