رأيتُك يا ابنَ هادي خيرَ هادي ... بهذا العصر في هذي البلادِ
فدعوتُك الحكيمةُ خيرُ دربٍ ... تَقَرّ ُبها الحواضُِر والبوادي
فلا الثورات تنصرها ولكنْ ... بذاك العلم تقْمعُ للمُعادي
لذا نجَّاك ربُّ الكون ممَّا ... تآمر فيه أربابُ الفسادِ
فكم حزبيةٍ تزدادُ غيظاً ... وزاد الغيظُ أنْ سَلِم ابنُ هادي
ألا موتوا بغيظكمُ فهذا ... دليلُ الحبِّ يعلو مِن فؤادي
ألا موتوا بغيظكمُ فشعري ... دفاعٌ صارَ يبدو خيرَ حادِ
وما قد كنتُ حسَّاناً ولكنْ ... أسيرُ بدربه دربِ الرَّشادِ
ولا ابنَ رواحةٍٍ لكن أُكَنَّى ... بكنْيته دليلٌ في الودادِ
وبينا نحنُ في درسٍ حضورٌ ... وإذ نادى يبشِّرُنا المنادي
بأن الشيخ حقًا قد أتانا ... عظيمَ القدْرِ مرفوعَ العمادِ
فثار رصاصُ دمَّاجٍ بأُنْسٍ ... كرَشْق النَّبْل يعلو في الوِهادِ
إذا هَدَأَتْ بنادقُ أهل حيٍّ ... أتت قومٌ تكِرُّ على الزِّنادِ
هنا علَتِ البشارةُ كلَّ وجْهٍ ... وصار الأنْسُ يغمُر في الفؤادِ
وثار رصاصُ شعري مستهيمًا ... ففاقَ رصاص َآليِّ البلادِ
محدِّثَ عصْرنا أهلاً وسهلاً ... فشِعْرُ الحبِّ يُعْلنُ في الودادِ
فأكرِمْ منْزلاً بل قََّر عيْنًا ... فدَتْك الرُّوحُ يا داعي الرَّشادِ
فلولا مِنَّةُ الرحمن فينا ... بأنْ أبقاك ذُخراً للعبادِ
لأبصرْنا هنا دمَّاج ثكْلى ... وقد لَبِسَت لكم ثوبَ الحِدادِ