تصدر عن صبيان المكاتب «1».

وأما ما وقع لبعض المحدثين من ذلك، فمنه ما يكاد اللبيب يضحك منه، كما حكي عن بعضهم: أنه جمع طرق حديث: "يا أبا عُمَيْر، ما فعل النُّغَيْر" «2»، "ثم أملاه في مجلسه على من حضره من الناس S

«1» [شاكر] فن "التصحيف والتحريف" فن جليل عظيم لا يتقنه إلا الحفاظ الحاذقون وفيه حكمٌ علي كثير من العلماء بالخطأ ولذلك كان من الخطر أن يقدم عليه من ليس له بأهل.

وقد حكي العلماء كثيراً من الأخطاء التي وقعت للرواة في الأحاديث وغيرها.

ولم نسمع بكتاب خاص مؤلف في ذلك غير كتابين:

أحدهما: للحافظ الدارقطني -علي بن عمر- المتوفى في 8 ذي القعدة سنة 385 وهذا الكتاب لم نعلم بوجود نسخ منه وإنما ذكره ابن الصلاح والنووي وابن حجر والسيوطي ولم يذكره صاحب "كشف الظنون" ولم أجده في تراجم الدارقطني التي رأيتها ويظهر أن السيوطي رآه لأنه نقل منه في التدريب (ص 197).

الكتاب الثاني: "التصحيف والتحريف وشرح ما يقع فيه" للإمام اللغوي الحجة أبي أحمد العسكري -الحسن بن عبد الله بن سعيد المتوفى في صفر سنه 383 كما ذكر ذلك تلميذه الحافظ أبو نُعيم في "تاريخ أصبهان" (ج 1 ص 272) وهذا الكتاب موجود بدار الكتب المصرية في نسخة مكتوبة سنه 621 وأوراقها 156 ورقه وقد طبع نصفه بمصر في سنة 1326 [1] طبعاً غير جيد وليتنا نوفق إلى إعادة طبعه كله طبعا جيداً متقنا.

وهو من أنفس الكتب وأكثرها فائدة. [شاكر]

انظر أمثلة ذلك "تصحيفات المحدثين" (ص 26، 145، 146).

«2» [شاكر] (النُّغَيْر) بالنون والغين المعجمة: تصغير "نُغَر" طائر صغير يُشبه العصفور أحمر المنقار. صحفه المصحف إلي "بعير" بالباء والعين المهملة! ! [شاكر]

قلنا: انظر معرفة علوم الحديث للحاكم ص 146.والحديث أخرجه البخاري (6129، 6203)، ومسلم (2150).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015