وأجل كتاب يوجد فيه مجامع ذلك: كتاب "الصحاح" للجوهري. وكتاب "النهاية" لابن الأثير، رحمهما الله تعالي «1». S
«1» [شاكر] هذا الفن من أهم فنون الحديث واللغة، ويجب على طالب الحديث إتقانه. والخوض فيه صعب، والاحتياط في تفسير الألفاظ النبوية واجب، فلا يقدمن عليه أحد برأيه.
وقد سُئل الإمام أحمد عن حرفٍ من الغريب، فقال: "سلوا أصحاب الغريب، فإني أكره أن أتكلم في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بالظن". [1]
وأجود التفسير: ما جاء في روايةٍ أخرى، أي عن الصحابي، أو عن أحد الرواة الأئمة.
وأولُ من صنف فيه أبو عُبَيْدَة مَعْمَر بن المثنى التيمي المتوفى سنة 210 وقد قارب عمره 100 سنة، وأبو الحسن النضر بن شُمَيْل المازني النحوي المتوفى سنة 204 عن نحو 80 سنة، والأصمعي، واسمه عبد الملك بن قُريب، المتوفى سنة 213 عن نحو 88 سنة، وهؤلاء متعاصرون متقاربون، ويصعب الجزم بأيهم صنف أولاً، والراجح أنه أبو عبيدة.
ثم جاء الإمام أبو عُبِيد القاسم بن سلاَّم المتوفى سنة 224 عن 67 سنة، فجمع كتابه فيه، فصار هو القدوة في هذا الشأن، فإنه أفنى فيه عمره، حتى لقد قال: "إني جمعت كتابي هذا في أربعين سنة، وربما كنت أستفيد الفائدة من الأفواه فأضعها في موضعها، فكان خلاصة عمري".
ثم كثر بعد ذلك التأليف فيه، وانظر "كشف الظنون" (ج 2 ص 155 - 157)، وانظر أيضاً مقدمة النهاية لابن الأثير.
ومن أهم الكتب المؤلفة في هذا الشأن "الفائق" للزمخشري، وهو مطبوع في حيدر آباد، ثم طُبع في مصر بتحقيق الأستاذ العلامة محمد أبي الفضل إبراهيم. و "النهاية" لأبي السعادات مبارك بن أبى الكرم المعروف بابن الأثير الجزري المتوفى سنة 606، وهو أوسع كتاب في هذا وأجمعه وقد طبع في مصر مرتين، =
_____
[1] ((العلل ومعرفة الرجال رواية الميموني وغيره)) نص 413