. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . S
= فإن كانت المساواة لشيخ شيخك "كانت المصافحة" لشيخك، فتقول: كأن شيخي سمع مسلماً وصافحه" وهكذا.
وهذان النوعان - المساواة والمصافحة - لا يمكنان في زماننا هذا - سنة 1355، حين طبع الكتاب للمرة الأولي، وسنة 1371، حين طبعه للمرة الثانية - ولا فيما قاربه من العصور الماضية، لبعد الإسناد بالنسبة إلينا، وهو واضح.
ثم إن هذين النوعين أيضا - بالنسبة لمن قبلنا من القرن الرابع فمن بعده إلي التاسع: ليسا في الحقيقة من العلو، بل هما علو نسبي بالنسبة لنزول مؤلف الكتاب في إسناده.
قال ابن الصلاح (ص 022) [1]: "أعلم أن هذا النوع من العلو علو تابع لنزول، إذ لولا نزول ذلك الإمام في إسناده لم تعلُ أنت في إسنادك" ثم حكي عن أبي المظَفَّر بن أبي سعد السمعاني أنه روى عن الفراوي حديثاً ادعي فيه أنه كأنه سمعه هو أو شيخه من البخاري، فقال أبو المظفر: "ليس لك بعالٍ، ولكنه للبخاري نازل! ".
قال ابن الصلاح [ص 445]: "وهذا حسن لطيف، يخدش وجه هذا النوع من العلو ".
القسم الرابع من أقسام العلو: تقدم وفاة الشيخ الذي تروي عنه عن وفاة شيخ آخر، وإن تساويا في عدد الإسناد.
قال النووي في التقريب [2]: "فما أرويه عن ثلاثة عن البيهقي عن الحاكم: أعلى مما أرويه عن ثلاثة عن أبي بكر بن خلف عن الحاكم، لتقدم وفاة البيهقي على ابن خلف".
وقد يكون العلو بتقدم وفاة شيخ الراوي مطلقًا، لا بالنسبة إلى إسناد آخر، ولا إلى شيخ آخر. وهذا القسم جعل بعضهم حد التقدم فيه: مضي خمسين سنة على وفاة الشيخ، وجعله بعضهم ثلاثين سنة. =
_____
[1] (ص 445)، والقصة فيه أوضح.
[2] [2/ 614 - تدريب]